الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ} (7)

- قال تعالى : ( فأما من اوتي كتابه بيمينه ، فسوف يحاسب حسابا يسيرا )

أي : من أعطي كتاب {[74661]} عمله [ يومئذ ] {[74662]} بيمينه ينظر في عمله فيغفر له [ سيئه ] {[74663]} ويجازى على حسنه {[74664]} .

قالت عائشة رضي الله عنها : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم {[74665]} يقول : " اللهم حاسبني حسابا يسيرا ، فقلت {[74666]} : يا رسول الله : ما الحساب اليسير ؟ قال ( أن ) {[74667]} ينظر في سيئاته فيتجاوز عنه ، إنه من نوقش الحساب يومئذ هلك " {[74668]} .

وروى ابن ( أبي ) {[74669]} مليكة عن عائشة أيضا أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا معذبا ، قالت : يا رسول الله ] {[74670]} يقول الله جل وعز : ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) قال : ذلك العرض {[74671]} ، إنه من نوقش الحساب عذِّب " {[74672]} .

قال ابن زيد : الحسب اليسير : الذي تغفر ذنوبه وتتقبل حسناته وتيسير {[74673]} الحساب الذي يعفى {[74674]} عنه ، وقرأ ( ويخافون سوء الحساب ) {[74675]} وقرأ ( أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم ) {[74676]} .

والمحاسبة بين العبد ( وبين ) {[74677]} ربه إنما هي قرار العبد بما أحصاه كتاب عمله .

وروى ابن وهب أن عائشة رضي الله عنها {[74678]} قالت : يا نبي ( الله ) {[74679]} كيف ( حسابا يسيرا ) {[74680]} قال : يعطى العبد كتابه بيمينه فيقرأ سيئاته ويقرأ الناس حسناته ، ثم تحول {[74681]} صحيفته فيحول الله سيئاته حسنات ، فيقرأ حسناته ويقرأ الناس سيئاته حسنات {[74682]} ، فيقول الناس : ما كان لهذا العبد سيئة . قال : فيعرف بعمله {[74683]} ويغفر له ، فذلك قوله تعالى : ( يبدل {[74684]} الله [ سيئاتهم ] {[74685]} حسنات ) {[74686]} .


[74661]:أ، ث: كتابه.
[74662]:زيادة مفيدة من "أ".
[74663]:اعتمدت في إثبات هذه الكلمة على نسخة ث مع بعض التصرف، فهي مكتوبة هكذا: "سيمه" والظاهر أن ما أثبته هو الأنسب لما بعده، وما جاء في م "سيئاته" فهو مناسب أيضاً لو كان بعده: "حسناته" عوض ("حَسَنه" فبقي أن المراد" سيء العمل وحَسَنه" على الإضافة. وهذه الكلمة ساقطة من أ.
[74664]:أ: حسناته.
[74665]:أ: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[74666]:ث: فقالت.
[74667]:ساقط من ث.
[74668]:أخرجه أحمد في المسند 6/48 بنحوه عن عائشة وكذا أخرجه الطبري في جامع البيان 30/115 وانظر: الدر 8/456.
[74669]:ساقط من ث. وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المكي، تابعي، ثقة وكان قاضياً. (ت 117هـ). انظر: تاريخ الثقات للعجلي: 268 والغاية لابن الجزري 1/430 وطبقات الحفاظ: 41.
[74670]:ساقط من م.
[74671]:ث: المعرض.
[74672]:أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة (إذا السماء انشقت) (فسوف يحاسب حساباً يسيرا) ح: 4939 بنحو هذا اللفظ عن عائشة وبنحوه أيضاً أخرجه مسلم في كتاب الجنة، باب إثبات الحساب (شرح النووي على مسلم 17/207) والطبري في جامع البيان 30/116 وانظر: جامع الأصول 10/433.
[74673]:ث: وتتسر. وفي جامع البيان 29/116: "ويسير الحساب"، والظاهر أنه هو الأصح.
[74674]:أ: يغفر.
[74675]:الرعد: 21.
[74676]:الأحقاف: 16 وانظر: قول ابن زيد في جامع البيان 30/116.
[74677]:ساقط من أ.
[74678]:أ: رضي الله عنها أنها.
[74679]:ساقط من أ.
[74680]:أ: كيف يحاسب حساباً يسيراً.
[74681]:أ: يحول.
[74682]:ث: حسانات.
[74683]:أ: بفعله.
[74684]:ث: ويبدل.
[74685]:م: سيئاته وهو خطأ.
[74686]:لم أجده من رواية ابن وهب. لكن يشهد لبعض معانيه ما أخرجه البزار والطبري عن عائشة قالت: "سَأَلْتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحِساب اليَسير فقال: الرّجل تُعرضُ عَليهِ ذنُوبُه ثُم يتجاوز له عنها" انظر: الفتح 11/402.