تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (36)

{ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } {[21710]} [ أي : أخِّره وأخاه حتى تجمع له من مدائن مملكتك وأقاليم دولتك كل سحَّار عليم ]{[21711]} يقابلونه ، ويأتون بنظير ما جاء به ، فتغلبه أنت وتكون لك النصرة والتأييد . فأجابهم إلى ذلك . وكان هذا من تسخير الله تعالى لهم في ذلك ؛ ليجتمع الناس في صعيد واحد ، ولتظهر آيات الله وحججه وبراهينه على الناس في النهار جهرة .


[21710]:- في أ : "ساحر".
[21711]:- زيادة من ف ، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (36)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنّ هََذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوَاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلّ سَحّارٍ عَلِيمٍ } .

يقول تعالى ذكره : قال فرعون لما أراه موسى من عظيم قدرة الله وسلطانه حجة عليه لموسى بحقيقة ما دعاه إليه ، وصدق ما أتاه به من عند ربه للْمَلإِ حَوْلَه يعني لأشراف قومه الذين كانوا حوله : إنّ هَذَا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يقول : إن موسى سحر عصاه حتى أراكموها ثعبانا عَلِيمٌ ، يقول : ذو علم بالسحر وبصر به يُرِيدُ أنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ يقول : يريد أن يخرج بني إسرائيل من أرضكم إلى الشأم بقهره إياكم بالسحر . وإنما قال : يريد أن يخرجكم فجعل الخطاب للملإ حوله من القبط ، والمعنيّ به بنو إسرائيل ، لأن القبط كان قد استعبدوا بني إسرائيل ، واتخذوهم خدما لأنفسهم ومُهّانا ، فلذلك قال لهم : يُرِيدُ أنْ يُخْرِجَكُمْ وهو يريد : أن يخرج خدمكم وعبيدكم من أرض مصر إلى الشأم .

وإنما قلت معنى ذلك كذلك ، لأن الله إنما أرسل موسى إلى فرعون يأمره بإرسال بني إسرائيل معه ، فقال له ولأخيه فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إنّا رَسُولُ رَبّ العالَمِينَ أنْ أرْسِلْ مَعَنا بَني إسْرائِيلَ .

وقوله : فَمَاذَا تَأْمُرُونَ يقول : فأيّ شيء تأمرون في أمر موسى وما به تشيرون من الرأي فيه ؟ قالُوا أَرْجِهْ وأخاهُ ، وَابْعَثْ في المَدَائِنِ حاشِرِينَ يقول تعالى ذكره : فأجاب فرعون الملأ حوله بأن قالوا له : أخّر موسى وأخاه وأنِظره ، وابعث في بلادك وأمصار مصر حاشرين يحشرون إليك كل سحّار عليم بالسحر .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (36)

تقدم الكلام على نظيرها في سورة الأعراف سوى أن في هذه الآية { وابعث } بدل { وأرسل } [ الأعراف : 111 ] وهما مترادفان ،