السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (36)

{ قالوا } أي : الملأ الذين كانوا حوله { أرجه وأخاه } أي : أخر أمرهما ومناظرتهما إلى اجتماع السحرة ، ولم يأمر بقتلهما ولا بما يقاربه ، فسبحان من يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده فيهابه كل شيء ولا يهاب هو غير خالقه . وقرأ قالون بغير همز واختلاس كسرة الهاء ، وورش والكسائي بغير همز وإشباع حركة كسرة الهاء ، وابن كثير وهشام بالهمزة الساكنة وصلة الهاء مضمومة ، وأبو عمرو بالهمزة وضم الهاء مقصورة ، وابن ذكوان بالهمزة وكسر الهاء مقصورة ، وعاصم وحمزة بغير همز وإسكان الهاء { وابعث في المدائن حاشرين } أي : رجالاً يحشرون السحرة ، وأصل الحشر : الجمع بكره ، وقيل : إنّ فرعون أراد قتل موسى فقالوا له لا تفعل فإنك إن تقتله دخلت الناس شبهة في أمره ، ولكن أخره واجمع له سحرة ليقاوموه ولا يثبت له عليك حجة .