اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (36)

قوله : «أَرْجِهْ وَأَخَاهُ » . لما قال لهم فرعون تلك الكلمات اتفقوا على جواب واحد ، وهو قولهم : «أَرْجِهْ » قرىء : «أَرْجِهْ وَأَرْجِئْهُ وأَرْجِهِ »{[37081]} ( بالهمز والتخفيف{[37082]} ، وهما لغتان ، يقال : أرجأته وأرجيته ){[37083]} إذا أخرته . والمعنى : أخره ومناظرته لوقت اجتماع السحرة . وقيل : «احبسه »{[37084]} { وابعث فِي المدائن حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } أشاروا عليه بإنفاذ حاشرين يجمعون السحرة ، ظنّاً منهم بأنهم إذا كثروا غلبوه وكشفوا حاله .

وعارضوا{[37085]} قوله : { إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } بقولهم :


[37081]:في النسختين: أرجيه وأرجئه وأرجه.
[37082]:قوله: "أرجه وأخاه" قرأه ابن كثير وهشام بهمزة ساكنة، ويصلان الهاء بواو في الوصل، وكذلك قرأ أبو عمرو، غير أنه يضمّ الهاء، ولا يصلها بواو، وقرأ ابن ذكوان بهمزة ساكنة وبكسر الهاء، من غير أن يصلها بياء، وكذلك قرأ قالون، غير أنه لم يهمز. وقرأ ورش والكسائي بغير همز، ويصلان الهاء بياء في الوصل، وقرأ حمزة وعاصم بإسكان الهاء من غير همز. والهمز في هذا الفعل وتركه لغتان، يقال: أرجيته وأرجأته بمعنى: أخرته. السبعة (287-289)، الكشف 1/470-471، البيان 2/213.
[37083]:ما بين القوسين مكرر في ب.
[37084]:انظر الفخر الرازي 24/132.
[37085]:في ب: وعارضوه.