تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (84)

يقرر تعالى وحدانيته ، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك ، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو ، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له ؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره ، المعترفين له بالربوبية ، وأنه لا شريك له فيها ، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية ، فعبدوا غيره معه ، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا ، ولا يملكون شيئًا ، ولا يستبدّون بشيء ، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى : { مَا{[20629]} نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [ الزمر : 3 ] ، فقال : { قُلْ لِمَنِ الأرْضُ وَمَنْ فِيهَا } أي : من مالكها الذي خلقها ومن{[20630]} فيها من الحيوانات والنباتات والثمرات ، وسائر صنوف المخلوقات { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } .


[20629]:- في أ : "إنما" وهو خطأ
[20630]:- في ف ، أ : "وما".