المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (84)

أمر الله تعالى نبيه بتوقيفهم على هذه الأشياء التي لا يمكنهم إلا الإقرار بها ويلزم من الإقرار بها أن يؤمنوا بباريها ويذعنوا لشرعه ورسالة رسوله ، وقرأ الجميع في الأول { لله } بلا خلاف وفي الثاني والثالث ، فقرأ أبو عمرو وحده «لله » جواباً على اللفظ ، وقرأ باقي السبعة ، «لله » جواباً على المعنى كأنه قال في السؤال لمن ملك { السموات السبع } إذ قولك لمن هذه الدار ؟ وقولك من مالك هذه الدار ؟ واحد في المعنى{[8531]} ثم جعل التوبيخ مدرجاً بحسب وضوح الحجة شيئاً فشيئاً فوقف على الأرض ومن فيها وجعل بإزاء ذلك التذكر ، ثم وقف على { السموات السبع } ، و { العرش } ، وجعل بإزاء ذلك التقية وهي أبلغ من التذكر وهذا بحسب وضوح الحجة .


[8531]:لا خلاف في الأول بين القراء فهو: {سيقولون لله} لأن اللام تقدمت في قوله: {لمن الأرض} عند السؤال فجاءت في الجواب، واختلف القراء في الثاني والثالث حملا على اللفظ أو على المعنى لأن السؤال خلا من اللام، فمن قرأ: [الله] نظر إلى اللفظ، ومن قرأ [الله] نظر إلى المعنى، ومن هذا قول الشاعر: إذا قيل من رب المزالف والقرى ورب الجياد الجرد قلت لخالد إذ التقدير: لمن المزالف؟ وهي القرى التي تقع بين البر والبحر.