تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{فَإِنَّهُمۡ لَأٓكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ} (66)

وقوله : { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } ، ذكر تعالى أنهم يأكلون من هذه الشجرة التي لا أبشع منها ، ولا أقبح من منظرها ، مع ما هي عليه من سوء الطعم والريح والطبع ، فإنهم ليضطرون إلى الأكل منها ، لأنهم لا يجدون إلا إياها ، وما{[24985]} في معناها ، كما قال [ تعالى ] : {[24986]} { لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ . لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } [ الغاشية : 6 ، 7 ] .

وقال ابن أبي حاتم ، رحمه الله : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن مرزوق ، حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ، وقال : «اتقوا الله حق تقاته ، فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا ، لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه ؟ » .

ورواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث شعبة ، {[24987]} وقال الترمذي : حسن صحيح .


[24985]:- (3) في ت، س: "أو ما هو".
[24986]:- زيادة من ت، س.
[24987]:- سنن الترمذي برقم (2585) والنسائي الكبرى برقم (11070) وسنن ابن ماجه برقم (4325).