اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَإِنَّهُمۡ لَأٓكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ} (66)

قوله : { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا البطون } والمِلْءُ حَشْوُ الوِعَاء بما لا يحتمل الزِّيادة عليه . {[47124]}

فإن قيل : كيف يأكلونها مع نهاية خُشُونتها ونَتَنها ومرارة طعمها ؟

فالجواب : أن المضطر ربما استروح من الضِّرَر{[47125]} بما يقاربه في الضرر فإذا جوعهم الله الجُوعَ الشديد فزعوا إلى إزالة ذلك الجوع بتناول هذا الشيء . أو يقال : إن الزبانية يُكْرهُونَهم على الأَكل من تلك الشجرة تكميلاً{[47126]} لعذابهم .


[47124]:قاله في اللسان: "م ل أ" 4252.
[47125]:في الرازي: استروح منه إلى ما يقاربه في الضرر.
[47126]:كذا في الرازي أيضا وفي ب تكيلا وانظر: الرازي 26/142، 143.