تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِنَّهُمۡ لَأٓكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ} (66)

الآية 66 وقوله تعالى : { فإنهم لآكلون منها } أي من الشجرة الزقوم ، ذكر أنها { تخرج في أصل الجحيم } .

وقوله تعالى : { فمالئون منها البطون } جائز أن يشدّد الله عليهم الجوع حتى يأكلوا منها ، فيملؤوا{[17765]} بطونهم منها كقوله : { فشاربون شرب الهيم } [ الواقعة : 55 ] وهي الإبل التي تملأ بطونها من السّام{[17766]} ، لا يغني ذلك الشرب ، وهو الحميم ولا يدفع عنهم العطش الذي يكون بهم .

فعلى ذلك ما جعل طعامهم من تلك الشجرة كقوله عز وجل : { إن شجرة الزقوم } { طعام الأثيم } [ الدخان : 43 و44 ] إنهم ، وإن ملؤوا بطونهم فإن ذلك لا يدفع عنهم الجوع كقوله : { لا يسمن ولا يغني من جوع } [ الغاشية : 7 ] والله أعلم .


[17765]:في الأصل وم: فيملؤون.
[17766]:في الأصل وم: المسايم، السام: الدقل، وهو أردأ أنواع التمر.