{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ } وهو الصوف المنفوش ، ثم تكون بعد ذاك هباء منثورا فتضمحل ، فإذا كان هذا القلق والانزعاج لهذه الأجرام الكبيرة الشديدة ، فما ظنك بالعبد الضعيف الذي قد أثقل ظهره بالذنوب والأوزار ؟
أليس حقيقا أن ينخلع قلبه وينزعج لبه ، ويذهل عن كل أحد ؟ ولهذا قال : { وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ }
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
فشبهها في اللين والوهن بالصوف المنفوش بعد القوة، وذلك أوهن ما يكون من الصوف.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
كالصوف المصبوغ، ولا يقال عهن إلاّ للمصبوغ. قال الحسن: كالصوف الأحمر، وهو أضعف الصوف.
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
والمعنى أنها تلين بعد الشدة، وتتفرق بعد الاجتماع.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{كالعهن} كالصوف المصبوغ ألواناً، لأن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، فإذا بست وطيرت في الجو: أشبهت العهن المنقوش إذا طيرته الريح.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والعِهن: الصوف المصبوغ، قيل المصبوغ مطلقاً، وقيل المصبوغ ألواناً مختلفة وهو الذي درج عليه الراغب والزمخشري.
{وتكون الجبال كالعهن المنفوشِ} فإيثار العهن بالذكر لإِكمال المشابهة لأن الجبال ذات ألوان قال تعالى: {ومن الجبال جُدد بيضٌ وحُمْرٌ مختلف ألوانها} [فاطر: 27]. وإنما تكون السماء والجبال بهاته الحالة حين ينحلّ تماسك أجزائهما عند انقراض هذا العالم والمصيرِ إلى عالم الآخرة.
" وتكون الجبال كالعهن " أي كالصوف المصبوغ . ولا يقال للصوف عهن إلا أن يكون مصبوغا . وقال الحسن : " وتكون الجبال كالعهن " وهو الصوف الأحمر ، وهو أضعف الصوف . ومنه قول زهير :
كأنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كل مَنْزِل *** نزلنَ بهِ حبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ{[15345]}
الفتات القطع . والعهن الصوف الأحمر ، واحده عهنة . وقيل : العهن الصوف ذو الألوان ، فشبه الجبال به في تلونها ألوانا . والمعنى : أنها تلين بعد الشدة ، وتتفرق بعد الاجتماع . وقيل : أول ما تتغير الجبال تصير رَمْلاً مَهِيلاً{[15346]} ، ثم عهنا منفوشا ، ثم هباء منبثا .
{ وتكون الجبال } التي هي أشد الأرض وأثقل ما فيها { كالعهن * } أي الصوف المصبوغ ألواناً المنقوش ، تطيره الريح كالهباء ، وذلك لأن الجبال في أصلها متلونة كما قال تعالى{ ومن الجبال جدد بيض وحمر }[ فاطر : 27 ] الآية ، قال البغوي{[68307]} : ولا يقال عهن إلا للمصبوغ ، قال : وأول ما تتغير الجبال تصير رملاً مهيلاً ثم عهناً منفوشاً ثم هباء{[68308]} منثوراً - انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.