اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ} (9)

قوله : { وَتَكُونُ الجبال كالعهن } .

قيل : «العِهْنُ » هو الصُّوف مطلقاً ، وقيل : يقدر كونه أحمر وهو أضعف الصوف ، ومنه قول زهير : [ الطويل ]

4860 - كَأنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ*** يَزَالُ بِه حَبُّ الفَنَا لمْ يُحَطَّمِ{[57885]}

الفتات : القطع ، والعِهْنُ : الصُّوف الأحمر ، واحده عهنة .

وقيل : يقيد كونه مصبوغاً ألواناً ، وهذا أليق بالتشبيه ؛ لأن الجبال متلونة ، كما قال تعالى : { جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ }[ فاطر : 27 ] .

والمعنى : أنها تلين بعد شدة ، وتتفرق بعد الاجتماع .

وقيل : أول ما تتفرق الجبال تصير رمالاً ثم عِهْناً منفوشاً ، ثم هباءً مَنْثُوراً .


[57885]:ينظر: القرطبي 18/185.