صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

{ فلا أقسم } شروع في بيان شأن القرآن والنبوة ، بعد إثبات المعاد ؛ أي أقسم بما ذكر [ آية 75 الواقعة ص 397 ، آية 1 القيامة ص 484 ] . وجواب القسم " إنه لقول رسول كريم " وما عطف عليه . { بالخنس } كركع . جمع خانس ؛ من الخنوس ، وهو الانقباض والاستخفاء . يقال : خنس إبهامه – كنصر وضرب – وخنوسا ، قبضها . وبفلان : غاب به ؛ كتخنس به .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

الخنّس : جمع خانس وخانسة ، وهي التي تختفي .

بعد أن ذكر الله تعالى بعض أهوال يوم القيامة ، وكلَّ ما سبق ، أقسم هنا بأيمان مؤكدة بالنجوم الخُنّس .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

قوله عز وجل :{ فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس } ولا زائدة ، معناه : أقسم بالخنس ، قال قتادة : هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار ، فتخفى فلا ترى . وعن علي أيضاً : أنها الكواكب تخنس بالنهار فلا ترى ، وتكنس بالليل فتأوي إلى مجاريها . وقال قوم : هي النجوم الخمسة : زحل ، والمشتري ، والمريخ ، والزهرة ، وعطارد ، تخنس في مجراها ، أي : ترجع وراءها وتكنس : تستتر وقت اختفائها وغروبها ، كما تكنس الظباء في مغاربها . وقال ابن زيد : معنى الخنس أنها تخنس أي : تتأخر عن مطالعها في كل عام تأخراً تتأخره عن تعجيل ذلك الطلوع ، تخنس عنه بتأخرها . و{ الكنس } أي تكنس بالنهار فلا ترى . وروى الأعمش عن إبراهيم ، عن عبد الله أنها هي الوحش . وقال سعيد بن جبير : هي الظباء . وهي رواية العوفي عن ابن عباس . وأصل الخنوس : الرجوع إلى وراء ، والكنوس : أن تأوي إلى مكانها ، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحوش .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

{ فلا أقسم } لا زائدة { بالخنس } وهي النجوم الخمس تخنس أي ترجع في مجراها وراءها

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

ولما كان السياق للترهيب ، وكان الأليق بآخر عبس أن يكون للكفرة ، وكان أعظم ما يحضره الكفرة من أعمالهم بعد الشرك التكذيب{[71889]} بالحق ، وأعظمه التكذيب بالقرآن ، وذلك التكذيب هو الذي جمع الخزي كله للمكذب به في قوله{ قتل الإنسان ما أكفره }[ عبس : 17 ] الذي السياق كله له ، وإنما استحق المكذب به ذلك لأن التكذيب به يوقع في كل حرج مع أنه لا شيء أظهر منه في أنه كلام الله لما له من الرونق والجمع للحكم والأحكام والمعارف التي لا يقدر على جمعها على ذلك الوجه وترتيبها ذلك الترتيب إلا الله ، ثم وراء ذلك كله أنه معجز ، سبب عن هذا التهديد قوله مقسماً بما دل على عظيم قدر المقسم عليه بترك الإقسام بأشياء هي من الإجلال والإعظام في أسنى مقام : { فلا أقسم } أي لأجل حقية{[71890]} القرآن لأن الأمر فيه غنىً عن قسم لشدة ظهوره وانتشار نوره ، ولذلك أشار إلى عيوب تلحق هذه الأشياء التي ذكرها والقرآن منزه عن كل شائبة نقص ، لأنه كلام الملك الأعلى فقال : { بالخنس * } أي الكواكب التي يتأخر طلوعها عن طلوع الشمس فتغيب في النهار لغلبة ضياء الشمس لها ، وهي النجوم ذوات الأنواء التي{[71891]} كانوا يعظمونها بنسبة الأمطار والرحمة - التي ينزلها الله - إليها{[71892]} ، قالوا : وهي القمر فعطارد فالزهرة فالشمس فالمريخ فالمشتري فزحل وقد نظمها بعضهم متدلياً{[71893]} فقال :

زحل اشترى{[71894]} مريخه من شمسه *** فتزهرت{[71895]} لعطارد أقمار{[71896]}


[71889]:من ظ و م، وفي الأصل: للتكذيب.
[71890]:من ظ و م، وفي الأصل: حقيقة.
[71891]:من ظ و م، وفي الأصل: الذي.
[71892]:من ظ و م، وفي الأصل: إليه.
[71893]:من ظ و م، وفي الأصل: مدليا.
[71894]:من ظ و م، وفي الأصل: شرى.
[71895]:من ظ و م، وفي الأصل: فتزاهرت.
[71896]:من ظ و م، وفي الأصل: الأقمار.