فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

{ فلا أقسم } لا زائدة كما تقدم تحقيقه وتحقيق ما فيه من الأقوال في أول سورة القيامة أي فأقسم { بالخنس } وهي الكواكب ، وسميت الخنس من خنس إذا تأخر لأنها تخنس بالنهار فتخفى ولا ترى وهي زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد كما ذكره أهل التفسير ، ووجه تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم أنها تستقبل الشمس وتقطع المجرة .

وقال في الصحاح الخنس الكواكب كلها لأنها تخنس في المغيب أو لأنها تخفى نهارا أو يقال هي الكواكب السيارة منها دون الثابتة .

قال الفراء إنها الكواكب الخمس المذكورة لأنها تخنس في مجراها وتكنس أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار ، وقيل سميت خنسا لتأخرها لأنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم ، يقال خنس عنه يخنس خنوسا إذا تأخر وأخنسه غيره إذا خلفه ومضى عنه والخنس تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة .

قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : هي الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى ، وعنه قال خمسة أنجم زحل وعطارد والمشتري وبهرام والزهرة ليس شيء يقطع المجرة غيرها .

وعن ابن عباس قال : هي النجوم السبعة وزاد الشمس والقمر وخنوسها رجوعها وكنوسها تغيبها بالنهار .