اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ} (15)

قوله : { فَلاَ أُقْسِمُ بالخنس } ، أي : «أقسم » ، و «لا » زائدة كما تقدم .

«والخُنَّسُ » : جمع خانسٍ ، والخُنوسُ : الانقباضُ ، يقال : خنس بين القوم ، وانْخنسَ .

وفي الحديث : «فانْخَنَسْتُ » ، أي : استخفيت . يقال : خَنَسَ عنه يَخْنسُ - بالضم - خُنُوساً .

والخنسُ : تأخر الأنف عن الشَّفة مع ارتفاع الأرنبة قليلاً .

ويقال : رجلٌ أخنسُ ، وامرأةٌ خنساءُ ، ومنه : الخنساءُ الشاعرةُ .

والخُنَّسُ في القرآن ، قيل : الكواكب السبعة السَّيارة القمران ، وزحل ، والمشتري والمريخ ، والزهرة ، وعطارد ؛ لأنها تخنس في المغيب أو لأنها تختفي نهاراً .

وعن علي رضي الله عنه : هي زُحَل ، والمشتري ، والمريخ ، والزهرة وعطارد{[59487]} .

وفي تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم وجهان :

أحدهما : لأنَّها تستقبل الشمس ، قاله بكر بن عبد الله المزني{[59488]} .

الثاني : تقطع المجرة ، قاله ابن عباس{[59489]} .


[59487]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/528) وعزاه إلى ابن أبي حاتم من طريق الأصبغ بن نباتة عن علي.
[59488]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/154) وأخرجه الطبري (12/467).
[59489]:ينظر: المصدر السابق.