صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

{ إن كتاب الأبرار . . . } أي إن ما يكتب من أعمالهم الحسنة – لمثبت في ديوان الخير الجامع لأعمال صلحاء الثقلين . وعليين : اسم لذلك الديوان ؛ فهو مفرد كقنسرين . منقول من جمع علي بصيغة فعيل من العلو ؛ أنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة . أو أن ما يكتب من أعمالهم لفي أعلى الأماكن وأرفعها لشرفها .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

عِليّين : المكان العالي الرفيع القدر ، وهو مقابل : سِجّين .

بعد أن بين اللهُ تعالى حالَ الفجّار وأعمالَهم ومآلهم يوم القيامة ، يعرض هنا حالَ الأبرارِ الذين آمنوا بربِّهم وصدّقوا رسولَهم . . وهذه طريقةُ القرآن الكريم في عَرض المتقابلَين ، وفي ذلك ترغيبٌ في الطاعة ، وتنفيرٌ من المعصية .

{ كَلاَّ } ليس الأمر كما توهَّمَه أولئك الفجّارُ من إنكار البعث ، ومن أن كتابَ الله أساطيرُ الأولين ، { إِنَّ كِتَابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّينَ } فهو مودَع في أشرفِ الأمكنة بحيث يشهدُه المقرَّبون من الملائكة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

{ كلا } قال مقاتل : لا يؤمن بالعذاب الذي يصلاه . ثم بين محل كتاب الأبرار فقال : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } روينا عن البراء مرفوعاً : " إن عليين في السماء السابعة تحت العرش " . وقال ابن عباس : هو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه . وقال كعب ، وقتادة : هو قائمة العرش اليمنى . وقال عطاء عن ابن عباس : هو الجنة . وقال الضحاك : سدرة المنتهى . وقال بعض أهل المعاني : علو بعد علو وشرف بعد شرف ، ولذلك جمعت بالياء والنون . وقال الفراء : هو اسم موضوع على صيغة الجمع ، لا واحد له من لفظه ، مثل عشرين وثلاثين .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

{ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين } في السماء السابعة تحت العرش

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

{ إن كتاب الأبرار لفي عليين } عليون اسم علم للكتاب الذي تكتب فيه الحسنات وهذا جمع منقول من صفة على ، على وزن فعيل للمبالغة وقد عظمه بقوله : { وما أدراك ما عليون } ثم فسره بقوله : { كتاب مرقوم } وهو مشتق من العلو لأنه سبب في ارتفاع الدرجات في الجنة ، أو لأنه مرفوع في مكان علي فقد روي : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تحت العرش ، وقال ابن عباس : هو الجنة وارتفع .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

ولما كان هذا ربما أفهم أنهم يرون جميع عذابهم إذ ذاك ، نفاه بقوله : { كلا } أي ليس هو المجموع بل هو فرد{[72223]} من الجنس فلهذا عمل عليه الجنس وهو نزلهم والأمر أطم وأعظم من أن يحيط به الوصف . ولما ذكر ما للمكذبين من العذاب الذي جره{[72224]} إليهم إقبالهم على الدنيا بادئاً به لأن المقام من أول السورة للوعيد وصوادع التهديد ، أتبعه ما للمصدقين الذين أقبل بهم إلى السعادة ترك الحظوظ وإعراضهم عن عاجل شهوات الدنيا ، فقال مؤكداً لأجل تكذيبهم : { إن كتاب الأبرار } أي صحيفة حسنات الذين هم في غاية الاتساع في شرح صدورهم ، واتساع عقولهم وكثرة أعمالهم {[72225]}وزكائها{[72226]} وغير ذلك من محاسن أمورهم { لفي علييّن * } أي أماكن منسوبة إلى العلو ، وقع النسب أولاً إلى فعليّ ثم جمع وإن كان-{[72227]} لا واحد له من لفظه كعشرين وأخواته ، قال الكسائي : إذا جمعت العرب ما لا يذهبون فيه إلى أن له بناء من واحد واثنين فإنهم يجمعون بالواو والنون في المذكر والمؤنث - انتهى ، فهي درجات متصاعدة تصعد إلى الله ولا تحجب عنه كما يحجب ما للأشقياء بعضها{[72228]} فوق بعض-{[72229]} إلى ما لا نهاية له بحسب رتب الأعمال ، وكل من كان كتابه من الأبرار في مكان لحق به كما أن من كان كتابه من الفجار{[72230]} في سجين لحق به ، قال الرازي في اللوامع : من ترقى علمه عن الحواس والأوهام وفعله عن مقتضى الشهوة{[72231]} والغضب فهو حقيق بأن يكون عليّاً ، ومن كان علمه وإدراكه مقصوراً على الحواس والخيال والأوهام وفعله على مقتضى الشهوات البهيمية فهو حقيق بأن يكون في سجين .


[72223]:من ظ و م، وفي الأصل: مفرد.
[72224]:من ظ و م، وفي الأصل: جل.
[72225]:من ظ و م، وفي الأصل: ذكاء عقولهم إلى.
[72226]:من ظ و م، وفي الأصل: ذكاء عقولهم إلى.
[72227]:زيد من ظ و م.
[72228]:من م، وفي الأصل و ظ: بعض.
[72229]:زيد من ظ و م.
[72230]:من ظ، وفي الأصل و م: الكفار.
[72231]:زيد في الأصل: البهيمية فهو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.