تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

الآيات 18 و19 و20 : وقوله تعالى : { كلا إن كتاب الأبرار لفي علّيّين } [ { وما أدراك ما علييون } { كتاب مرقوم } ]{[23303]} [ ذكر الأبرار ]{[23304]} ههنا مقابل الفجار في الأول ، ثم بين الفجار أنهم المكذبون بيوم الدين ، وذلك أول منازل الكفرة ، فإذا أريد بالفجار الكفار ، وأريد بالأبرار الذين آمنوا ، فلذلك قال{[23305]} : { إن الأبرار } هم المؤمنون ، والبر ، وهو الذي يكثر منه تعاطي فعل البر ، يسمى بارّا إذا كثر منه البر ، والفاجر ، هو الذي يكثر منه فعل الفجور .

فجائز أن يكون الوعيد في الذين بلغوا في الفجور غايته ، ويكون حكم من دونهم متروكا ذكره ، فيوصل إلى معرفة حكمه بالاستدلال ، ويكون الوعد في الذين أكثروا أفعال البر ، ويكون حكم من دونهم معروفا بغيره من الأدلة .


[23303]:ساقطة من الأصل وم.
[23304]:من م، ساقطة من الأصل.
[23305]:في الأصل وم: قيل.