الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} (18)

{ كَلآ } ردع عن التكذيب . وكتاب الأبرار : ما كتب من أعمالهم . وعليون : علم لديوان الخير الذي دوّن فيه كل ما عملته الملائكة وصلحاء الثقلين ، منقول من جمع «عليّ » فعيل من العلو كسجين من السجن ، سمى بذلك إمّا لأنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة ، وإمّا لأنه مرفوع في السماء السابعة حيث يسكن الكروبيون ، تكريماً له وتعظيماً . وروي «إن الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلونه ، فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله من سلطانة أوحى إليهم إنكم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه ، وأنه أخلص عمله فاجعلوه في عليين ، فقد غفرت له ؛ وإنها لتصعد بعمل العبد فيزكونه ، فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله أوحي إليهم : أنتم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه ، وإنه لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين » .