- قوله : ( كلا إن كتاب الابرار . . . ) إلى قوله : ( يشرب بها المقربون )
أي : ألا إن كتاب الأبرار {[74425]} ، أي : كتاب أعمالهم لفي عليين .
والأبرار : الذين بروا ربهم بأداء فرائضه واجتناب محارمه {[74426]} .
وقيل : هم المؤمنون الذين بروا الآباء والأبناء {[74427]} .
وقال {[74428]} الحسن : " [ هم الذين ] {[74429]} لا يؤذون شيئا حتى الذر " {[74430]} وسأل ابن عباس كعبا عن ( عليين ) فقال : " هي السماء السابعة ، وفيها أرواح المؤمنين " {[74431]} .
روي {[74432]} ( عنه {[74433]} أنه قال ( له : إن ) {[74434]} أرواح المؤمنين إذا قبضت صعد بها ففتحت {[74435]} لها أبواب السماء وتلقتها {[74436]} الملائكة بالبشرى ، ثم عرجوا معها {[74437]} حتى ينتهوا إلى العرش فيخرج لها من عند العرش رق [ فيرقم ] {[74438]} ويختم بمعرفتها النجاة يوم القيامة ، ويشهدها الملائكة المقربون {[74439]} .
وقال قتادة ومجاهد : هي " السماء السابعة " {[74440]} .
وقيل : السماء الرابعة ، اسمها عليون ، وفيها أعمال المؤمنون وأرواحهم {[74441]} .
وقال الضحاك : ( لفي عليين ) أي : " لفي السماء عند الله " {[74442]} .
وقال قتادة أيضا : ( لفي عليين ) : " فوق السماء السابعة [ عند قائمة ) {[74443]} العرش اليمنى " {[74444]} .
وعن ابن عباس : ( لفي عليين ) لفي " الجنة " {[74445]} .
وروى الأجلح {[74446]} عن الضحاك أنه قال : إذا قبض {[74447]} روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء الدنيا ، فينطلق معه المقربون إلى السماء الثانية . قال الأجلح : ( قلت ) {[74448]} : وما المقربون ؟ قال : أقربهم إلى السماء [ الثانية {[74449]} . قال : فينطلق معه ( المقربون ) {[74450]} إلى السماء ] {[74451]} الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ثم السادسة ، ثم السابعة حتى ينتهى إلى سدرة المنتهى . قال الأجلح : قلت للضحاك : لم سميت سدرة المنتهى ؟ . . . قال : لأنه ينتهي {[74452]} إليها كل شيء من أمر الله ، [ لا يعدوها ] {[74453]} . [ قال ] {[74454]} : فيقولون : [ يا رب ] {[74455]} عبدك فلان . وهو أعلم به منهم ، فيبعث الله جل ذكره إليه بصك {[74456]} مختوم بأمنه من العذاب ، فذلك قوله : ( إن كتاب الابرار لفي عليين ، وما أدراك ما عليون ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون ) {[74457]} .
وعن ابن عباس أيضا : ( لفي عليين ) لي السماء عند الله {[74458]} وهو قول {[74459]} الفراء {[74460]} وهي الرواية الأولى عن الضحاك {[74461]} .
وإنما أعرب ( عليون ) بإعراب الجمع ( لأنه ) {[74462]} لا واحد له ، فأشبه " عشرين " {[74463]} . ومعناه : من عول إلى علو ، أي : من سماء إلى سماء ( إلى ) {[74464]} السابعة .
وقيل : ( عليين ) ( من صفة الملائكة ) {[74465]} ، فلذلك جمع بالواو والنون {[74466]} .
والتقدير عند الطبري : ( لفي عليين ) أي : في علو وارتفاع ، في سماء فوق سماء ، وعلو فوق علو إلى السماء السبعة ، أو إلى سدرة المنتهى أو إلى قائمة العرش ، على الاختلاف المتقدم {[74467]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.