صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

{ فصب عليهم . . . } أنزل بكل منهم نوعا ولونا من العذاب عقوبة لهم . والسوط في الأصل : مصدر ساط يسوط ، إذا خلط ، ثم شاع استعماله في الجلد المضفور الذي يضرب به . وعبر عن إنزال العذاب بالصبّ وهو الإفراغ والإلقاء ؛ للإيذان بكثرته وتتابعه . وسمى ضروب العذاب النازلة بهم سوطا تسمية للشيء باسم آلته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

سوط عذاب : فأنزل الله عليهم ألوانا من العذاب .

فأنزل الله تعالى عليهم ألوانا من البلاء والعذاب الشديد ، وأهلكهم وأبادهم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

شرح الكلمات :

{ سوط عذاب } : أي نوع عذاب .

قوله تعالى : { عليهم ربك سوط عذاب } أي نوع عذاب من أنواع عذابه فأهلك عاد إرم بالريح الصرصر ، وثمود بالصيحة العاتية ، وفرعون بالغرق في البحر .

/ذ6

الهداية :

- التحذير من عذاب الله ونقمه فإِنه تعالى بالمرصاد فليحذر المنحرفون عن سبيل الله والحاكمون بغير شرعه والعاملون بغير هداه أن يصب عليهم سوط عذاب

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

فلما بلغوا من العتو ما هو موجب لهلاكهم ، أرسل الله عليهم من عذابه ذنوبًا وسوط عذاب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني نقمته وكانت نقمته عذابا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره : فأكثروا في البلاد المعاصي ، وركوب ما حرّم الله عليهم "فَصَبّ عَلَيْهِمْ رَبّكَ سَوْطَ عَذَابٍ" يقول تعالى ذكره : فأنزل بهم يا محمد ربك عذابَه ، وأحلّ بهم نقمتَه ، بما أفسدوا في البلاد ، وطغَوْا على الله فيها . وقيل : فصَبّ عليهم ربهم سَوط عذاب . وإنما كانت نِقَما تنزل بهم ، إما ريحا تُدَمرهم ، وإما رَجفا يُدَمدم عليهم ، وإما غَرَقا يُهلكهم ، من غير ضرب بسوط ولا عصا ، لأنه كان من أليم عذاب القوم الذين خوطبوا بهذا القرآن الجلد بالسياط ، فكثر استعمال القوم الخبر عن شدّة العذاب الذي يعذّب به الرجل منهم ، أن يقولوا : ضُرب فلان حتى بالسّياط ، إلى أن صار ذلك مثلاً ، فاستعملوه في كلّ معذّب بنوع من العذاب شديد ، وقالوا : صَبّ عليه سَوط عذاب .

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

وقال أهل المعاني : هذا على الاستعارة ؛ لأنّ السوط عندهم غاية العذاب ، فجرى ذلك لكلّ عذاب .

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وذكر السوط : إشارة إلى أن ما أحله بهم في الدنيا من العذاب العظيم بالقياس إلى ما أعدّ لهم في الآخرة ، كالسوط إذا قيس إلى سائر ما يعذب به ....

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

والصب يستعمل في السوط لأنه يقتضي سرعة في النزول .....وإنما خص ( السوط ) بأن يستعار للعذاب، لأنه يقتضي من التكرار والترداد ما لا يقتضيه السيف ولا غيره ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهو تعبير يوحي بلذع العذاب حين يذكر السوط ، وبفيضه وغمره حين يذكر الصب ....

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والصب حقيقته : إفراغ ما في الظرف ، وهو هنا مستعار لحلول العذاب دَفعة وإحاطته بهم كما يصب الماء على المغتَسِل أو يصب المطر على الأرض ، فوجه الشبه مركب من السرعة والكثرة ونظيره استعارةُ الإِفراغ في قوله تعالى : { ربنا أفرغ علينا صبراً } [ البقرة : 250 ] ونظير الصب قولهم : شن عليهم الغارةَ . وكان العذاب الذي أصاب هؤلاء عذاباً مفاجئاً قاضياً . فأما عاد فرأوا عارض الريح فحسبوه عارض مطر فما لبثوا حتى أطارتهم الريح كل مطير . وأما ثمود فقد أخذتهم الصيحة . وأما فرعون فحسبوا البحر منحسراً فما راعهم إلا وقد أحاط بهم . والسوط : آلة ضرب تتخذ من جلود مضفورة تضرب بها الخيل للتأديب ولتحمِلَها على المزيد في الجري .....وإضافة { سوط } إلى { عذاب } من إضافة الصفة إلى الموصوف ، أي صب عليهم عذاباً سوطاً ، أي كالسوط في سرعة الإِصابة فهو تشبيه بليغ . ...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

وقوله { فصب عليهم ربك سوط عذاب } أي جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

" فصب{[16050]} عليهم ربك " أي أفرغ عليهم وألقى . يقال : صب على فلان خلعة ، أي ألقاها عليه . وقال النابغة :

فصبَّ عليه اللهُ أحسن صُنْعِهِ *** وكان له بين البريةِ ناصرَا

" سوط عذاب " أي نصيب عذاب . ويقال : شدته ؛ لأن السوط كان عندهم نهاية ما يعذب به . قال الشاعر :

ألم تر أن الله أظهرَ دينَه *** وصَبَّ على الكفار سَوْطَ عَذَابِ

وقال الفراء : وهي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب . وأصل ذلك أن السوط هو عذابهم الذي يعذبون به ، فجرى لكل عذاب ؛ إذ كان فيه عندهم غاية العذاب . وقيل : معناه عذاب يخالط اللحم والدم . من قولهم : ساطه يسوطه سوطا أي خلطه ، فهو سائط . فالسوط : خلط الشيء بعضه ببعض ، ومنه سمي المسواط . وساطه{[16051]} أي خلطه ، فهو سائط ، وأكثر ذلك يقال : سوط فلان أموره . قال :

فَسُطْهَا ذَمِيمَ الرَّأْيِ غير مُوَفَّقٍ *** فلستَ على تَسْوِيطِها بمعانِ

قال أبو زيد : يقال أموالهم سويطة بينهم ، أي مختلطة . حكاه عنه يعقوب . وقال الزجاج : أي جعل سوطهم الذي ضربهم به العذاب . يقال : ساط دابته يسوطها ، أي ضربها بسوطه . وعن عمرو بن عبيد : كان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال : إن عند اللّه أسواطا كثيرة ، فأخذهم بسوط منها . وقال قتادة : كل شيء عذب اللّه تعالى به فهو سوط عذاب .


[16050]:الرواية في البيت كما في ديوانه وشعراء النصرانية: * ورب عليه الله .... الخ * قال البطليموسي شارح الديوان: ربه أتمه. وأصله أن يقال: رببت معروفي عند فلان أربه ربا: إذا أدمته عليه وتممته لديه. و "رب عليه": دعاء معطوف على ما قبله. وهو مدح في النعمان. وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.
[16051]:في الأصل: (سوطه) بصيغة المصدر. وصيغة الفعل الثلاثي الماضي أمكن هنا.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

ولما كان ذلك موجباً للعذاب ، سبب عنه قوله : { فصب } أي أنزل إنزالاً هو في غاية القوة { عليهم } أي في الدنيا { ربك } أي المحسن إليك المدبر لأمرك الذي جعل ما مضى من أخبار الأمم وآثار الفرق موطئاً لهم { سوط عذاب * } أي جعل عذابهم من الإغراق والرجف وغيرهما في قوته وتمكنه وعلوه وإحاطته كالمصبوب في شدة ضربه ولصوقه بالمضروب وإسراعه إليه والتفافه به كالسوط وفي كونه منوّعاً إلى أنواع متشابكة ، وأصله الخلط ، وإنما سمي هذا الجلد المضفور الذي يضرب به لكونه مخلوط الطاقات بعضها ببعض ، ولأنه يخلط اللحم والدم ، وقيل : شبه بالسوط ما أحل بهم في الدنيا إشعاراً بالترديد والتكرير إلى أن يهلك المعذب به وإيذاناً بأنه بالقياس إلى ما أعد لهم في الآخرة كالسوط إذا قيس إلى السيف ، هذا سوط الدنيا وسيف الآخرة أشد وأحد وأمضى ،