{ جابوا الصخر بالواد } : أي قطعوا الصخر جعلوا من الصخور بيوتا بوادي القرى .
قوله تعالى { وثمود الذين جابوا الصخر بالواد } .
أي وانظر كيف فعل ربك بثمود وهم أصحاب الحجر ( مدائن صالح ) شمال المدينة النبوية قوم صالح الذين كانوا أقوياء أشداء حتى إنهم قطعوا الصخور نحتاً لها فجعلوا منها البيوت والمنازل كما قال تعالى عنهم { وتنحتون الجبال بيوتاً } والمراد بالواد واديهم الذي كان بين جبلين من جبالهم التي ينحتون منها البيوت .
فمعنى جابوا الصخر بالواد أي قطعوا الصخور بواديهم وجعلوا منها مساكن لهم تقيهم برد الشتاء القارص وحر الصيف اللافح ، ومع هذا فقد أهلكهم الله ذو القوة المتين .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم ذكر ثمود ، فقال : { وثمود } وهو أبوهم ، وبذلك سماهم ، وهم قوم صالح ، فقال :{ الذين جابوا الصخر بالواد } يقول : الذين نقبوا الصخر بالوادي ، وذلك أنهم كانوا يعمدون إلى أعظم جبل فيثقبونه ، فيجعلونه بيتا ... فذلك قوله : { وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين } [ الشعراء :149 ] ،...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وبثمود الذي خرقوا الصخر ودخلوه ، فاتخذوه بيوتا ، كما قال جلّ ثناؤه "وكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجِبالِ بُيُوتا آمِنِينَ" والعرب تقول : جاب فلان الفلاة يجوبها جوبا : إذا دخلها وقطعها ...
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
قطّعوا وخرقوا { الصَّخْرَ } الحجر واحدتها صخرة { بِالْوَادِ } يعني بوادي القرى...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
وإنما سمي جيب القميص لأنه جيب، أي قطع . .. وروى أبو الأشهب عن أبي نضرة قال : أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزاة تبوك على وادي ثمود ، وهو على فرس أشقر ، فقال : "أسرعوا السير ، فإنكم في واد ملعون" . وقيل : الوادي بين جبال ، وكانوا ينقبون في تلك الجبال بيوتا ودورا وأحواضا . وكل منفرج بين جبال أو تلال يكون مسلكا للسيل ومنفذا فهو واد . ... .
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما بدأ بهؤلاء لأن أمرهم كان أعجب ، وقصتهم أنزه وأغرب ، ثنى بأقرب الأمم إليهم زماناً وأشبههم بهم شأناً لأنهم أترفوا بما حبوا به من جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم ، فجعلوا موضع ما لزمهم من الشكر الكفر ، واستحبوا العمى على الهدى ، مع ما في آيتهم ، وهي الناقة ، من عظيم الدلالة على القدرة فقال : { وثمود الذين جابوا } أي نقبوا وقطعوا قطعاً حقيقياً كأنه عندهم كالواجب { الصخر بالواد } أي وادي الحجر أو وادي القرى ، فجعلوا بيوتاً منقورة في الجبال فعل من يغتال الدهر ويفني الزمان...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وكانت ثمود تسكن بالحجر في شمال الجزيرة العربية بين المدينة والشام . وقد قطعت الصخر وشيدته قصورا ؛ كما نحتت في الجبال ملاجئ ومغارات ....
ثمود : هم قوم صالح . و " جابوا " : قطعوا . ومنه : فلان يجوب البلاد ، أي يقطعها . وإنما سمي جيب القميص لأنه جيب . أي قطع . قال الشاعر وكان قد نزل على ابن الزبير بمكة ، فكتب له بستين وسقا يأخذها بالكوفة . فقال :
راحت رَوَاحًا قَلُوصِي وهي حامدةٌ *** آلَ الزُّبَيْرِ ولم تَعْدِلْ بهم أحدَا
راحت بستين وسْقًا في حقيبتِها *** ما حَمَلَتْ حَمْلَهَا الأدنى ولا السَّدَدَا
ما إن رأيتُ قَلُوصًا قبلها حملت *** ستين وَسْقًا ولا جابَتْ به بلدَا
أي قطعت . قال المفسرون : أول من نحت الجبال والصور والرخام : ثمود . فبنوا من المدائن ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة . ومن الدور والمنازل ألفي ألف وسبعمائة ألف ، كلها من الحجارة . وقد قال تعالى : " وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين{[16046]} " [ الحجر : 82 ] . وكانوا لقوتهم يخرجون الصخور ، وينقبون الجبال ، ويجعلونها بيوتا لأنفسهم . " بالوادي " أي بوادي القرى . قاله محمد بن إسحاق . وروى أبو الأشهب عن أبي نضرة قال : أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزاة تبوك على وادي ثمود ، وهو على فرس أشقر ، فقال : [ أسرعوا السير ، فإنكم في واد ملعون ] . وقيل : الوادي بين جبال ، وكانوا ينقبون في تلك الجبال بيوتا ودورا وأحواضا . وكل منفرج بين جبال أو تلال يكون مسلكا للسيل ومنفذا فهو واد .
ولما بدأ بهؤلاء لأن أمرهم كان أعجب ، وقصتهم أنزه وأغرب ، ثنى بأقرب الأمم إليهم زماناً وأشبههم بهم شأناً لأنهم أترفوا بما حبوا به من جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم ، فجعلوا موضع ما لزمهم من الشكر الكفر ، واستحبوا العمى على الهدى ، مع ما في آيتهم ، وهي الناقة ، من عظيم الدلالة على القدرة فقال : { وثمود الذين جابوا } أي نقبوا وقطعوا قطعاً حقيقياً كأنه عندهم كالواجب { الصخر بالواد * } أي وادي الحجر أو وادي القرى ، فجعلوا بيوتاً منقورة في الجبال فعل من يغتال الدهر ويفني الزمان ، قال أبو حيان : قيل أول من نحت الجبال والصخور والرخام ثمود ، وبنوا ألفاً وسبعمائة مدينة كلها بالحجارة .