تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ بَلۡ جِئۡنَٰكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمۡتَرُونَ} (63)

الآية : 63 وقوله تعالى : { قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون } هذا ليس بجواب لما سبق من قومه من قوله : { قال إنكم قوم منكرون } ولكن قالوا ذلك له ، والله أعلم بعد ما كان بين لوط وبين قومه مجادلات ومخاصمات : من ذلك قوله {[9925]} : { قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون } { واتقوا الله ولا تخزون } ( الحجر : 68 و 69 ) وغير ذلك من المخاصمات . وقد كان لوط يعدهم العذاب بصنيعهم الذي كانوا يصنعون . ولذلك قالوا له : { فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } ( الأعراف : 70 ) فعند ذلك قالوا : { بل جئناك بما كانوا فيه يمترون } .

قال بعضهم : بما كانوا فيه يشكون بما كان يعدهم من العذاب . وقال بعضهم : { بما كانوا فيه يمترون } يجادلون ، وينازعون . أو يقول : { بل جئناك } بجزاء ما { كانوا فيه يمترون } .

ثم امتراؤهم يحتمل مجادلتهم إياه وما كانوا عليه من الريبة .


[9925]:من م، في الأصل: وقول.