جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ" قيل: معنى ذلك: وأقبل الإنس على الجنّ يتساءلون.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}: الرؤساء والأتباع.
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
{يتساءلون} وجهان: أحدهما: يتلاومون، قاله ابن عباس. ويحتمل ثالثاً: يسأل التابع متبوعه أن يتحمل عنه عذابه.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
كل واحد من الكفار يقبل على صاحبه الذي اغواه، على وجه التأنيب والتضعيف له، يسأله لم غررتني؟ ويقول ذاك لم قبلت مني...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{وأقبل بعضهم} أي الذين ظلموا {على بعض} أي بعد إيقافهم وتوبيخهم، وعبر عن خصامهم تهكماً بهم بقوله: {يتساءلون}.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
عطف على {مستسلمون} [الصافات: 26] أي استسلموا وعاد بعضهم على بعض باللائمة والمتسائلون: المتقاولون وهم زعماء أهل الشرك ودهماؤهم كما تبينه حكاية تحاورهم من قوله: {وما كان لنا عليكم من سُلطانٍ} وقوله: {فأغْوَيْناكُم} الخ.
وعبر عن إقبالهم بصيغة المضي وهو مما سيقع في القيامة، تنبيهاً على تحقيق وقوعه لأن لذلك مزيد تأثير في تحذير زعمائهم من التغرير بهم، وتحذيرِ دهمائهم من الاغترار بتغريرهم، مع أن قرينة الاستقبال ظاهرة من السياق من قوله: {فإذا هم يَنظُرُون} [الصافات: 19] الآية.
والإِقبال: المجيء من جهة قُبُل الشيء، أي من جهة وجهه وهو مجيء المتجاهر بمجيئه غير المتختّل الخائف. واستعير هنا للقصد بالكلام والاهتمام به كأنه جاءه من مكان آخر.
فحاصل المعنى حكاية عتاب ولوم توجه به الذين اتبعوا على قادتهم وزعمائهم، ودلالةُ التركيب عليه أن يكون الإِتيان أطلق على الدعاية والخطابة فيهم لأن الإِتيان يتضمن القصد دون إرادة مجيء، كقول النابغة:
وقد تقدم استعماله واستعمال مرادفه وهو المجيء معاً في قوله تعالى: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتَيْناكَ بالحَقّ} الآية في سورة [الحجر: 63 -64]. أو أن يكون اليمين مراداً به جهة الخير لأن العرب تضيف الخير إلى جهة اليمين. وقد اشتقت من اليُمن وهو البركة، وهي مؤذنة بالفوز بالمطلوب عندهم. وعلى ذلك جرت عقائدهم في زجر الطير والوحش من التيمّن بالسانح، وهو الوارد من جهة يمين السائر، والتشاؤم، أي ترقب ورود الشر من جهة الشِمال.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
ليحدّدوا المسؤولية عن الموقف المنحرف في خط الكفر والضلال، من أجل تحديد النتائج المترتبة على ذلك، عبر تخاصم الأتباع والمتبوعين، ليحمل الأتباع المسؤولية للمتبوعين في إضلالهم، ليكون في ذلك بعض العذر لهم، أو بعض التخفيف عنهم.
ولما أخبر بأنهم سئلوا فلم يجيبوا ، كان ربما ظن أنهم أخرسوا فنبه على أنهم يتكلمون بما يزيد نكدهم ، فقال عاطفاً على قوله { وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين } إشارة إلى إقبالهم على الخصام ، حين تمام القيام ، والأخذ في تحريك الأقدام ، بالسير على هيئة الاجتماع والازدحام ، إلى مواطن النكد والاغتمام ، ولم يعطفه بالفاء لأنه ليس مسبباً عن القيام ، ولا عن الإيقاف للسؤال ، بخلاف ما يأتي عن أهل الجنة : { وأقبل بعضهم } أي الذين ظلموا { على بعض } أي بعد إيقافهم وتوبيخهم ، وعبر عن خصامهم تهكماً بهم بقوله : { يتساءلون * } أي سؤال خصومة .
قوله تعالى : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ( 27 ) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ( 28 ) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ( 29 ) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ( 30 ) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ ( 31 ) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ( 32 ) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ( 33 ) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ } .
هذا تخاصم بين التابعين والمتبوعين . فالتابعون كانوا يوالون متبوعيهم المضلين المفسدين من شياطين الإنس والجن ويعملون ما يسولونه لهم من المعاصي والآثام ويقلدونهم في سلوكهم وأهوائهم وتصوراتهم أشنع تقليد ؛ فهم جميعا يُقبل بعضهم على بعض يتخاصمون ويتلاومون ويوبّخ بعضهم بعضا وكل الفريقين ينحي بالملائمة على الآخر . فيقول الأتباع من المخدوعين والمضللين والرعاع ، للمتبوعين من الرؤساء والكبراء والمضلين { إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.