التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (27)

قوله تعالى : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ( 27 ) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ( 28 ) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ( 29 ) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ( 30 ) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ ( 31 ) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ( 32 ) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ( 33 ) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ } .

هذا تخاصم بين التابعين والمتبوعين . فالتابعون كانوا يوالون متبوعيهم المضلين المفسدين من شياطين الإنس والجن ويعملون ما يسولونه لهم من المعاصي والآثام ويقلدونهم في سلوكهم وأهوائهم وتصوراتهم أشنع تقليد ؛ فهم جميعا يُقبل بعضهم على بعض يتخاصمون ويتلاومون ويوبّخ بعضهم بعضا وكل الفريقين ينحي بالملائمة على الآخر . فيقول الأتباع من المخدوعين والمضللين والرعاع ، للمتبوعين من الرؤساء والكبراء والمضلين { إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ }