الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَٰطِ لَنَٰكِبُونَ} (74)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة} يعني: لا يصدقون بالبعث {عن الصراط لناكبون}، يعني: عن الدين لعادلون.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: الذين لا يصدّقون بالبعث بعد الممات، وقيام الساعة، ومجازاة الله عباده في الدار الآخرة "عَنِ الصّراطِ لَناكِبُونَ "يقول: عن مَحَجّة الحق وقصد السبيل، وذلك دين الله الذي ارتضاه لعباده لَعادِلُونَ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

هذا يحتمل وجهين:

أحدهما: أن إنكارهم البعث والآخرة هو الذي حملهم على العدول عن الصراط المستقيم.

والثاني: أن الصراط الذي في الدنيا هو المجعول للآخرة. فإذا تركوا سلوكه لشهوات منعتهم عن ذلك أنكروا الآخرة. أو كلام نحو هذا.

وقوله: {لناكبون} أي لعادلون، من العدول عنه والمجانبة والميل إلى غيره.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

زاغوا عن الحجة المُثْلى بقلوبهم فوقعوا في جحيم الفرقة، وستميل وتزل أقدامُهم غداً عن الصراط، فيقعون في نار الحرقة، فهم ناكبون في دنياهم، وعقباهم.

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

ثم أخبر أن من أنكر المعاد ناكب عن هذا الصراط لأنه لا يسلكه إلاّ من كان راجياً للثواب خائفاً من العقاب، وهؤلاء غير مصدقين بالجزاء فهم مائلون عنه، وأبعد من زعم أن الصراط الذي هم ناكبون عنه هو طريق الجنة في الآخرة، ومن زعم أن الصراط هو في الآخرة ناكبون عنه بأخذهم يمنة ويسرة إلى النار.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

والحال أنهم، ولكنه عبر بالوصف الحامل لهم على العمى فقال: {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة} فلذلك لا يخشون القصاص فيها {على الصراط} أي الذي لا صراط غيره لأنه لا موصل إلى القصد غيره {لناكبون} أي عادلون متنحون مائلون منحرفون في سائر أحوالهم سائرون على غير منهج أصلاً، بل خبط عشواء لأنه يجوز أن يراد مطلق الصراط وأن يراد النكرة الموصوفة بالاستقامة.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

وُصفوا بذلك تشنيعاً لهم بما هُم عليهِ من الانهماكِ في الدُّنيا وزعمهم أنْ لا حياة إلاَّ الحياةُ الدُّنيا وإشعاراً بعلَّةِ الحُكمِ، فإنَّ الإيمانَ بالآخرةِ وخوفَ ما فيها من الدَّواهي من أقوى الدَّواعي إلى طلبِ الحقِّ وسلوكِ سبيلهِ.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فلو كانوا مهتدين لتابعوا بقلوبهم وعقولهم أطوار النشأة التي تحتم الإيمان بالآخرة، وبالعالم الذي يسمح ببلوغ الكمال الممكن، وتحقيق العدل المرسوم. فليست الآخرة إلا حلقة من حلقات الناموس الشامل الذي ارتضاه الله لتدبير هذا الوجود.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

كذلك التوكيد في قوله: {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط الناكبون}. والتعبير فيه بالموصول وصلته إظهار في مقام الإضمار حيث عدل عن أن يقول: وإنهم عن الصراط لناكبون. والغرض منه ما تنبئ به الصلة من سبب تنكبهم عن الصراط المستقيم أن سببه عدم إيمانهم بالآخرة. وتقدم قوله تعالى: {قال هذا صراطٌ علي مستقيم} في سورة الحجر (41).

والتعريف في {الصراط} للجنس، أي هم ناكبون عن الصراط من حيث هو حيث لم يتطلبوا طريق نجاة فهم ناكبون عن الطريق بله الطريق المستقيم ولذلك لم يكن التعريف في قوله {عن الصراط} للعهد بالصراط المذكور لأن تعريف الجنس أتم في نسبتهم إلى الضلال بقرينة أنهم لا يؤمنون بالآخرة التي هي غاية العامل من عمله فهم إذن ناكبون عن كل صراط موصل إذ لا همة لهم في الوصول.

والناكب: العادل عن شيء، المعرض عنه... وكأنه مشتق من المنكب وهو جانب الكتف، لأن العادل عن شيء يولي وجهه عنه بجانبه.

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

وإن الكافرين بالآخرة لا يلبّون الدعوة، وينحرفون عن مثل ذلك الطريق؛ لأنهم لا يحسبون حساب الوقوف بين يدي الله.

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 73]

وختم هذا الربع بما يزيد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه ثباتا على الحق، ومضيا في الدعوة إليه، بالرغم من شبهات المشركين والكافرين، ومن سلك مسلكهم من السابقين واللاحقين، وما يزيد المؤمنين إيمانا بأن أعداء الرسالة الإلهية التي بعث الله رسوله لتبليغها وتجديدها هم الضالون المبطلون.