اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَٰطِ لَنَٰكِبُونَ} (74)

{ وَإِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة عَنِ الصراط } عن دين الحق «لَنَاكِبُونَ » لعادون عن هذا الطريق ، لأنَّ طريق الاستقامة واحد وما يخالفه فكثير{[33208]} .

قوله : «عَنِ الصِّرَاطِ » متعلق ب «نَاكِبُونَ » ولا تمنع لام الابتداء من ذلك{[33209]} على رأي تقدّم تحقيقه . والنُّكُوب والنَّكْبُ : العدول والميل ، ومنه : النَّكْبَاء للريح بين ريحين ، سُميت بذلك لعدولها عن المهاب{[33210]} ، وَنَكَبَتْ حوادثُ الدهرِ ، أي : هَبّت هبوب النَّكْبَاء .

والمَنْكِبُ : مجتمع ما بين العَضُدِ والكتف ، والأَنْكَبُ : المائل المَنْكِب ، ولفلان{[33211]} نِكَابَة في قومه أي : نقابة فتشبه أن تكون الكاف بدلاً من القاف ، ويقال : نَكَبَ ونَكَّبَ مخففاً ومثقلاً{[33212]} .


[33208]:انظر الفخر الرازي 23/114.
[33209]:انظر التبيان 2/959.
[33210]:في ب: المهيئات. وهو تحريف.
[33211]:في ب: والعلان. وهو تحريف.
[33212]:انظر اللسان (نكب).