الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ} (68)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أنتم} يا كفار مكة.

{عنه معرضون} عن إيمان بالقرآن معرضون.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"أنْتُمْ عَنهُ مُعْرِضُونَ": يقول: أنتم عنه منصرفون لا تعملون به، ولا تصدّقون بما فيه من حجج الله وآياته.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

وقوله:"أنتم عنه معرضون" أي: عنه لاهون، وله تاركون.

زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :

لا تتفكرون فيه فتعلمون صدقي في نبوتي، وأن ما جئت به من الأخبار عن قصص الماضين لم أعلمه إلا بوحي من الله...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ترغيب في النظر والاستدلال ومنع من التقليد؛ لأن هذه المطالب مطالب شريفة عالية، فإن بتقدير أن يكون الإنسان فيها على الحق يفوز بأعظم أبواب السعادة، وبتقدير أن يكون الإنسان فيها على الباطل، وقع في أعظم أبواب الشقاوة.

فكانت هذه المباحث أنباء عظيمة ومطالب عالية بهية، وصريح العقل يوجب على الإنسان أن يأتي فيها بالاحتياط التام وأن لا يكتفي بالمساهلة والمسامحة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كانوا يدعون أنهم أعظم الناس إقبالاً على الغرائب، وتنقيباً عن الدقائق والجلائل من المناقب، بكتهم بقوله واصفاً له: {أنتم عنه} أي خاصة لا عن غيره والحال أن غيره من المهملات.

ولما كان أكثرهم متهيئاً للإسلام والرجوع عن الكفران لم يقل: مدبرون، ولا

" يعرضون "بل قال: {معرضون} ثابت لكم الإعراض في هذا الحين، وقد كان ينبغي لكم الإقبال عليه خاصة، والإعراض عن كل ما عداه؛ لأن في ذلك السعادة الكاملة، ولو أقبلتم عليه بالتدبر لعلمتم قطعاً صدقي، وأني ما أريد بكم إلا السعادة في الدنيا والآخرة، فبادرتم الإقبال إليّ والقبول لما أقول...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

غافلون عن العلم به فقد أُعلموا بالنبأ بمعناه الأول، وسيَعلَمون قريباً بالنبأ بمعناه الثاني.

وجيء بالجملة الاسمية في قوله: {أنتُم عنه معرِضُونَ} لإِفادة إثبات إعراضهم وتمكنه منهم، فأما إعراضهم عن النبأ بمعناه الأول فظاهر تمكنُه من نفوسهم؛ لأنه طالما أنذرهم بعذاب الآخِرة ووصفه، فلم يكترثوا بذلك ولا ارْعَوَوْا عن كفرهم. وأما إعراضهم عن النبأ بمعناه الثاني، فتأويلُ تمكنه من نفوسهم عدم استعدادهم للاعتبار بمغزاهُ من تحقق أن ما هم فيه هو وسوسة من الشيطان قصداً للشَّرّ بهم.

ولعل هذه الآية من هذه السورة هي أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر قِصة خلق آدم وسجود الملائكة وإباء إبليس من السجود، فإن هذه السورة في ترتيب نزول سور القرآن لا يُوجد ذكر قصة آدم في سورة نزلت قبلَها، فذلك وجهُ التوطئة للقصة بأساليب العناية والاهتمام مما خلا غيرُها عن مثله، وبأنها نبأ كانوا معرضين عنه، وأيًّا مَّا كان فقوله: {أنتُم عنْهُ مُعرِضُونَ} توبيخ لهم وتحميق.