الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ} (23)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{كذبت ثمود بالنذر} يعني بالرسل.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"كَذّبَتْ ثَمُودُ بالنّذُرِ" يقول تعالى ذكره: كذّبت ثمود قوم صالح بنذر الله التي أتتهم من عنده، فقالوا تكذيبا منهم لصالح رسول ربهم: أبشرا منا نتبعه نحن الجماعة الكبيرة، وهو واحد؟

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{كذّبت ثمود بالنُّذُر} يحتمل الوجهين اللذين ذكرناهما:

أحدهما: {بالنُّذُر} أي بالرسل الذين دعوهم إلى الإيمان بالله تعالى.

والثاني: {كذّبت ثمود بالنذر} بما وقعت به النّذارة التي أخبر بها الرسل أنها نازلة واقعة بهم، والله أعلم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ومن قال: النذر جمع نذير قال: لأن تكذيب واحد من الرسل في إخلاص توحيد الله كتكذيب جميعهم، لأنهم متفقون في ذلك وإن اختلفت شرائعهم. وفائدة الآية التحذير من مثل حالهم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و: {ثمود} قبيلة صالح عليه السلام وهم أهل الحجر.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

بين الله تعالى حال قوم آخرين. فقال: {كذبت ثمود بالنذر} وقد تقدم تفسيره غير أنه في قصة عاد قال: {كذبت} ولم يقل: بالنذر، وفي قصة نوح قال: {كذبت قوم نوح بالنذر} فنقول: هذا يؤيد ما ذكرنا من أن المراد بقوله: {كذبت قبلهم قوم نوح} أن عادتهم ومذهبهم إنكار الرسل وتكذيبهم فكذبوا نوحا بناء على مذهبهم وإنما صرح هاهنا لأن كل قوم يأتون بعد قوم وأتاهما رسولان فالمكذب المتأخر يكذب المرسلين جميعا حقيقة والأولون يكذبون رسولا واحدا حقيقة ويلزمهم تكذيب من بعده بناء على ذلك لأنهم لما كذبوا من تقدم في قوله: الله تعالى واحد، والحشر كائن، ومن أرسل بعده كذلك قوله ومذهبه لزم منه أن يكذبوه ويدل على هذا أن الله تعالى قال في قوم نوح: {فكذبوه فأنجيناه} وقال في عاد: {وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله} وأما قوله تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين} فإشارة إلى أنهم كذبوا وقالوا ما يفضي إلى تكذيب جميع المرسلين، ولهذا ذكره بلفظ الجمع المعرف للاستغراق، ثم إنه تعالى قال هناك عن نوح: {رب إن قومي كذبون} ولم يقل: كذبوا رسلك إشارة إلى ما صدر منهم حقيقة لا أن ما ألزمهم لزمه. إذا عرفت هذا فلما سبق قصة ثمود ذكر رسولين ورسولهم ثالثهم قال: {كذبت ثمود بالنذر} هذا كله إذا قلنا إن النذر جمع نذير بمعنى منذر، أما إذا قلنا إنها الإنذارات فنقول: قوم نوح وعاد لم تستمر المعجزات التي ظهرت في زمانهم، وأما ثمود فأنذروا وأخرج لهم ناقة من صخرة وكانت تدور بينهم وكذبوا فكان تكذيبهم بإنذارات وآيات ظاهرة فصرح بها، وقوله: {فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه} يؤيد الوجه الأول، لأن من يقول لا أتبع بشرا مثلي وجميع المرسلين من البشر يكون مكذبا للرسل والباء في قوله بالنذر يؤيد الوجه الثاني لأنا بينا أن الله تعالى في تكذيب الرسل عدى التكذيب بغير حرف فقال: كذبوه وكذبوا رسلنا وكذبوا عبدنا وكذبوني وقال: {وكذبوا بآيات ربهم، وبآياتنا} فعدى بحرف لأن التكذيب هو النسبة إلى الكذب والقائل هو الذي يكون كاذبا حقيقة والكلام والقول يقال فيه كاذب مجازا وتعلق التكذيب بالقائل أظهر فيستغني عن الحرف بخلاف القول.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان هذا موضع الإقبال على تدبر مواعظ القرآن، وكان ثمود أعظم وعظ كان بعد عاد لما في صيحتهم الخارجة عن العهود من تصوير الساعة بنفختيها المميتة ثم المحيية، وقال مؤنثاً فعلهم إشارة إلى سفول هممهم وسفول فعلهم معلماً أن من كذب هلك -على طريق الجواب لمن لعله يقول استبعاداً لتكذيب بعد ما جرى في القصتين الماضيتين من التعذيب: {كذبت ثمود} أي قوم صالح {بالنذر} الإنذارات والمنذرين كلهم لأنهم شرع واحد.