المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا} (30)

30- فذوقوا ، فلن يكون لكم إلا المزيد من العذاب .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا} (30)

{ فذوقوا } أي يقال لهم : فذوقوا ، { فلن نزيدكم إلا عذاباً } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا} (30)

وقوله : { فَذُوقُوا فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا } أي : يقال لأهل النار : ذوقوا ما أنتم فيه ، فلن نزيدكم إلا عذابًا من جنسهِ ، { وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } [ ص : 58 ] .

قال قتادة : عن أبي أيوب الأزدي ، عن عبد الله بن عمرو قال : لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه : { فَذُوقُوا فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا } قال : فهم في مزيد من العذاب أبدا .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري ، حدثنا خالد بن عبد الرحمن ، حدثنا جَسر{[29666]} بن فَرقد ، عن الحسن قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار . قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : { فَذُوقُوا فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا } فقال : " هلك القوم بمعاصيهم الله عَزّ وجل " {[29667]} .

جسرُ{[29668]} بن فَرقد : ضعيف الحديث بالكلية .


[29666]:- (1) في أ: "حدثنا".
[29667]:- (2) ورواه البيهقي في البعث برقم (635) من طريق محمد بن غالب، عن مسلم بن إبراهيم، عن جسر بن فرقد به، فذكره موقوفا، ورواه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الكشاف للزيلعي (4/145) من طريق جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبيه، عن الحسن به، ورواه الثعلبي في تفسيره كما في تخريج الكشاف للزيلعي (4/145) من طريق مهدى بن ميمون، عن الحسن بن دينار، عن الحسن، عن أبي برزة مرفوعًا بنحوه.
[29668]:- (3) في أ: "حسن".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا} (30)

وكان عبد الله بن عمر{[11590]} رضي الله عنهما يقول : ما نزلت في أهل النار آية أشد من قوله تعالى : { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا } ، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم{[11591]} .


[11590]:هذا يوافق ما في (البحر المحيط) ولكن في (الدر المنثور) وفي تفسير ابن كثير: (عبد الله بن عمرو).
[11591]:قال ابن كثير في تفسيره: "وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا جسر بن فرقد عن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)، قال: (أهلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل) وجسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية". 1 هـ. وفي الدر المنثور: (أخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه عن الحسن بن دينار أنه سأل أبا برزة الأسلمي إلخ)، الحديث ولكن لم يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا} (30)

الفاء للتفريع والتسبب على جملة { إن جهنم كانت مرصاداً } [ النبأ : 21 ] وما اتصل بها ، ولمَّا غُيّر أسلوب الخبر إلى الخطاب بعد أن كان جارياً بطريق الغيبة ، ولم يكن مضمونُ الخبر مما يجري في الدنيا فيُظن أنه خطاب تهديد للمشركين تعيّن أن يكون المفرع قولاً محذوفاً دلّ عليه { ذوقوا } الذي لا يقال إلا يوم الجزاء ، فالتقدير : فيقال لهم ذوقوا إلى آخره ، ولهذا فليس في ضمير الخطاب التفات فالمفرع بالفاء هو فعل القول المحذوف .

والأمر في « ذوقوا » مستعمل في التوبيخ والتقريع .

وفُرع على { فذوقوا } ما يزيد تنكيدهم وتحسيرهم بإعلامهم بأن الله سيزيدهم عذاباً فوق ما هم فيه .

والزيادة : ضمّ شيء إلى غيره من جنس واحد أو غرض واحد ، قال تعالى : { فزادتهم رجساً إلى رجسهم } [ التوبة : 125 ] وقال : { ولا تزد الظالمين إلا تباراً } [ نوح : 28 ] ، أي لا تزدهم على ما هم فيه من المساوي إلا الإِهلاك .

فالزيادة المنفية في قوله : { فلن نزيدكم إلا عذاباً } يجوز أن تكون زيادة نوع آخر من عذاب يكون حاصلاً لهم كما في قوله تعالى : { زدناهم عذاباً فوق العذاب } [ النحل : 88 ] .

ويجوز أن تكون زيادة من نوع ما هم فيه من العذاب بتكريره في المستقبل .

والمعنى : فسنزيدكم عذاباً زيادة مستمرة في أزمنة المستقبل ، فصيغ التعبير عن هذا المعنى بهذا التركيب الدقيق ، إذ ابتدىء بنفي الزيادة بحرف تأبيد النفي وأردف الاستثناء المقتضي ثبوت نقيض حكم المستثنى منه للمستثنى فصارت دلالة الاستثناء على معنى : سنزيدكم عذاباً مؤبداً . وهذا من تأكيد الشيء بما يشبه ضده وهو أسلوب طريف من التأكيد إذ ليس فيه إعادة لفظ فإن زيادة العذاب تأكيد للعذاب الحاصل .

ولما كان المقصود الوعيد بزيادة العذاب في المستقبل جيء في أسلوب نفيه بحرف نفي المستقبل ، وهو ( لن ) المفيد تأكيد النسبة المنفيةِ وهي ما دلّ عليه مجموع النفي والاستثناء ، فإن قيد تأبيد نفي الزيادة الذي يفيده حرف ( لن ) في جانب المستثنى منه يسري إلى إثبات زيادة العذاب في جانب المستثنى ، فيكون معنى جملة الاستثناء : سنزيدكم عذاباً أبداً ، وهو معنى الخلود في العذاب . وفي هذا الأسلوب ابتداءٌ مطمِعٌ بانتهاء مُؤْيِسسٍ وذلك أشد حزناً وغماً بما يوهمهم أن ما ألقوا فيه هو منتهى التعذيب حتى إذا ولج ذلك أسماعَهم فحزنوا له ، أُتبع بأنهم ينتظرهم عذاب آخر أشدّ ، فكان ذلك حزناً فوق حزن ، فهذا منوال هذا النظم وهو مؤذن بشدة الغضب .

وعن عبد الله بن عَمرو بن العاص وأبي برزة الأسلمي وأبي هريرة : أن هذه الآية أشدّ ما نزل في أهل النار ، وقد أسند هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عن أبي بَرزة الأسلمي . قال : " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أشدّ آية في كتاب الله على أهل النار ؟ فقال : قول الله تعالى : { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً } " وفي سنده جَسْر بن فرقد وهو ضعيف جداً .

وفي « ابن عطية » : أن أبا هريرة رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر ابن عطية سنده ، وتعدد طُرقه يكسبه قوة .