المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

33 - أتأملت فرأيت الذي أعرض عن اتباع الحق ، وأعطى شيئاً قليلاً من المال ، وقطع العطاء ؟ ! أعنده علم الغيب فهو منكشف له عما يدفعه إلى التولي عن الحق والبخل بالمال ؟

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

قوله تعالى : { وأعطى } صاحبه ، { قليلاً وأكدى } بخل بالباقي . وقال مقاتل : أعطى يعني الوليد قليلاً من الخير بلسانه ، وأكدى : ثم أكدى يعني قطعه وأمسك ولم يقم على العطية . وقال السدي : نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وذلك أنه كان ربما يوافق النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور . وقال محمد بن كعب القرظي نزلت في أبي جهل وذلك أنه قال : والله ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق ، فذلك قوله :{ وأعطى قليلاً وأكدى } لم يؤمن به ، ومعنى أكدى : يعني اقطع ، وأصله من الكدية ، وهي حجر يظهر في البئر يمنع من الحفر ، تقول العرب : أكدى الحافر وأجبل ، إذا بلغ في الحفر الكدية والجبل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

{ وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى } قال ابن عباس : أطاع قليلا ثم قطعه . وكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة ، وغير واحد . قال عكرمة وسعيد : كمثل القوم إذا كانوا يحفرون بئرًا ، فيجدون في أثناء الحفر صخرة تمنعهم من تمام العمل ، فيقولون : " أكدينا " ، ويتركون العمل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

{ وأعطى قليلا وأكدى } وقطع العطاء من قولهم أكدى الحافر إذا بلغ الكدية وهي الصخرة الصلبة فترك الحفر . والأكثر على أنها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بعض المشركين وقال : تركت دين الأشياخ وضللتهم قال أخشى عذاب الله تعالى فضمن أن يتحمل عنه العقاب إن أعطاه بعض ماله فارتد وأعطى بعض المشروط ثم بخل بالباقي .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

فقوله : { وأعطى قليلاً وأكدى } -على هذا القول- هو في المال ، وقال مقاتل بن حيان في كتاب الثعلبي المعنى : وأعطى من نفسه قليلاً من قربه من الإيمان ثم { أكدى } أي انقطع ما أعطى ، وهذا بين من اللفظ ، والآخر يحتاج إلى رواية . و : { تولى } معناه : أدبر وأعرض ومعناه عن أمر الله . { وأكدى } معناه : انقطع عطاؤه وهو مشبه بالحافر في الأرض ، فإذا انتهى إلى كدية ، وهي ما صلب من الأرض وقف وانقطع حفره ، وكذلك أجبل الحافر إذ انتهى إلى جبل ، ثم قيل لمن انقطع عمله : أكدى وأجبل .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأعطى قليلا} من الخير بلسانه {وأكدى} يعني قطع...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: أفرأيت يا محمد الذي أدبر عن الإيمان بالله، وأعرض عنه وعن دينه، وأعطى صاحبه قليلاً من ماله، ثم منعه فلم يعطه، فبخِل عليه. وذُكر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة من أجل أنه عاتبه بعض المشركين، وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله، ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الآخرة، ففعل، فأعطى الذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له، ثم بخل عليه ومنعه تمام ما ضمن له... عن ابن عباس" أعْطَى قَلِيلاً وأكْدَى "قال: أعطى قليلاً ثم انقطع...

قال ابن زيد، في قوله: "وأكْدَى": عاسره، والعرب تقول: حفر فلان فأكدى، وذلك إذا بلغ الكدية، وهو أن يحفِر الرجل في السهل، ثم يستقبله جبل فيُكْدِي...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{وأعطى قليلاً وأكدى} -على هذا القول- هو في المال، وقال مقاتل بن حيان في كتاب الثعلبي المعنى: وأعطى من نفسه قليلاً من قربه من الإيمان ثم {أكدى} أي انقطع ما أعطى...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وأعطى قليلاً وأكدى} أي قطع ذلك العطاء على مكده وقلته وأبطله وأفسده فصار كالحافر الذي وصل في حفره إلى كدية، يقال لحافر البئر: أجبل -إذا وصل إلى جبل، وأكدى- إذا وصل إلى كدية أي صفاة عظيمة شديدة لا تعمل فيها المعاول، فصار لا يقدر معها على شيء من علمه، ولا يستطيع النفوذ فيها بشيء من حيله، وقد كان قبل ذلك لما صادف التراب اللين يظن أنه لا يمنعه مانع مما يريد، فهذا دليل خبري شهودي على أنه لا علم لأحد من الخلق بما حباه الله في نفسه فضلاً عن غيره، فلا ينبغي لأحد أن يزكي نفسه ولا غيره...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فإن سمحت نفسه ببعض الشيء، القليل، فإنه لا يستمر عليه، بل يبخل ويكدى ويمنع. فإن المعروف ليس سجية له وطبيعة بل طبعه التولي عن الطاعة، وعدم الثبوت على فعل المعروف، ومع هذا، فهو يزكي نفسه، وينزلها غير منزلتها التي أنزلها الله بها...