إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

{ وأعطى قَلِيلاً } أي شيئاً قليلاً أو إعطاءً قليلاً { وأكدى } أي قطعَ العطاءَ من قولِهم أكدَى الحافرُ إذا بلغَ الكُديةَ أي الصَّلابةَ كالصَّخرةِ فلا يمكنه أنْ يحفرَ قالُوا نزلتْ في الوليدِ بنِ المغيرةَ كانَ يتبعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيَّره بعضُ المشركينَ ، وقالَ له تركتَ دينَ الأشياخِ وضلَّلتَهم فقالَ أخشَى عذابَ الله فضمن أنْ يتحملَ عنه العذابَ إن أعطاهُ بعضَ مالِه فارتدَّ وأعطاهُ بعضَ المشروطِ وبخلَ بالباقِي وقيلَ نزلتْ في العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ لما أنَّه كانَ يوافقُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في بعضِ الأمورِ ، وقيلَ في أبي جهلٍ كان رُبَّما يوافقُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم في بعضِ الأمورِ ، وكان يقولُ والله ما يأمرُنا محمدٌ إلا بمكارمِ الأخلاقِ وذلكَ قولُه تعالى : { وأعطى قَلِيلاً وأكدى } والأولُ هو الأشهرُ المناسبُ لما بعدَهُ من قولِه تعالى : { عِلْمُ الغيب فَهُوَ يرى أَم } الخ .