وعقب عليها كذلك بإيحاء جديد وظل جديد :
فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب . ومن الليل فسبحه وأدبار السجود . .
وطلوع الشمس وغروبها ومشهد الليل الذي يعقب الغروب . . كلها ظواهر مرتبطة بالسماوات والأرض . وهو يربط إليها التسبيح والحمد والسجود . ويتحدث في ظلالها عن الصبر على ما يقولون من إنكار للبعث وجحود بقدرة الله على الإحياء والإعادة . فإذا جو جديد يحيط بتلك اللمسة المكررة . جو الصبر والحمد والتسبيح والسجود . موصولا كل ذلك بصفحة الكون وظواهر الوجود ، تثور في الحس كلما نظر إلى السماوات والأرض ؛ وكلما رأى مطلع الشمس ، أو مقدم الليل ؛ وكلما سجد لله في شروق أو غروب . .
وقوله تعالى : { فاصبر على ما يقولون } قال بعض المفسرين : أراد أهل الكتاب لقولهم ، ثم استراح يوم السبت .
قال القاضي أبو محمد : وهذه المقالات من أهل الكتاب كانت بمكة قبل الهجرة .
وقال النظار من المفسرين قوله تعالى : { فاصبر على ما يقولون } يراد به أهل الكتاب وغيرهم من الكفرة ، وعم بذلك جميع الأقوال الزائغة من قريش وغيرهم ، وعلى هذا التأويل يجيء قول من قال : الآية منسوخة بآية السيف . { وسبح } معناه : صل بإجماع من المتأولين وقوله : { بحمد ربك } الباء للاقتران أي سبح سبحة{[10570]} يكون معها حمد ومثله { تنبت بالدهن }{[10571]} على بعض الأقوال فيها و : { قبل طلوع الشمس } هي الصبح { وقبل الغروب } هي العصر قاله قتادة وابن زيد والناس ، وقال ابن عباس : { قبل الغروب } هي العصر والظهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.