الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ} (39)

وقوله تعالى : { فاصبر على مَا يَقُولُونَ } أي : ما يقوله الكفرة من أهل الكتاب وغيرِهم ، وعَمَّ بذلك جميعَ الأقوال الزائِغَةِ من قريش وغيرهم { وَسَبِّحْ } معناه : صَلِّ بِإجماعٍ من المتأولين .

( ت ) : وفي الإِجماع نظر ؛ وقد قال الثعلبيُّ { يقولون وَسَبِّحْ بِحَمْدِ } أي : قل سبحان اللَّه والحمدُ للَّه ؛ قاله عطاء الخُرَاسَانِيُّ ، انتهى . ولكن المخرَّجُ في الصحيح إنما هو أمر الصلاة ، وقال ابن العربيِّ في«أحكامه » : قوله تعالى : { وَمِنَ الليل فَسَبِّحْهُ } فيه أربعة أقوال :

أحدها : أَنَّه تسبيحُ اللَّهِ في الليل ، ويَعْضُدُ هذا القولَ الحديثُ الصحيحُ : " مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لاَ إله إلاَّ اللَّهُ " الحديثَ ، وقد ذكَرْنَاهُ في سورة «المزمل » .

والثاني : أنَّها صلاةُ الليل .

والثالث : أَنَّها ركعتا الفجر .

والرابع : أَنَّها صلاة العشاء الآخرة ، انتهى .

وقوله : { بِحَمْدِ رَبِّكَ } الباء للاقتران ، أي : سَبِّح سبحة يكون معها حَمْدٌ ، و{ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس } هي الصبح ، { وَقَبْلَ الغروب } : هي العصر ؛ قاله ابن زيد والناس ، وقال ابن عباس : الظهر والعصر ، { وَمِنَ الليل } : هي صلاة الْعِشَاءَيْنِ ، وقال ابن زيد : هي العشاء فقط ، وقال مجاهد : هي صلاة الليل .