وقوله تعالى : { فاصبر على مَا يَقُولُونَ } أي : ما يقوله الكفرة من أهل الكتاب وغيرِهم ، وعَمَّ بذلك جميعَ الأقوال الزائِغَةِ من قريش وغيرهم { وَسَبِّحْ } معناه : صَلِّ بِإجماعٍ من المتأولين .
( ت ) : وفي الإِجماع نظر ؛ وقد قال الثعلبيُّ { يقولون وَسَبِّحْ بِحَمْدِ } أي : قل سبحان اللَّه والحمدُ للَّه ؛ قاله عطاء الخُرَاسَانِيُّ ، انتهى . ولكن المخرَّجُ في الصحيح إنما هو أمر الصلاة ، وقال ابن العربيِّ في«أحكامه » : قوله تعالى : { وَمِنَ الليل فَسَبِّحْهُ } فيه أربعة أقوال :
أحدها : أَنَّه تسبيحُ اللَّهِ في الليل ، ويَعْضُدُ هذا القولَ الحديثُ الصحيحُ : " مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لاَ إله إلاَّ اللَّهُ " الحديثَ ، وقد ذكَرْنَاهُ في سورة «المزمل » .
والثاني : أنَّها صلاةُ الليل .
والثالث : أَنَّها ركعتا الفجر .
والرابع : أَنَّها صلاة العشاء الآخرة ، انتهى .
وقوله : { بِحَمْدِ رَبِّكَ } الباء للاقتران ، أي : سَبِّح سبحة يكون معها حَمْدٌ ، و{ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس } هي الصبح ، { وَقَبْلَ الغروب } : هي العصر ؛ قاله ابن زيد والناس ، وقال ابن عباس : الظهر والعصر ، { وَمِنَ الليل } : هي صلاة الْعِشَاءَيْنِ ، وقال ابن زيد : هي العشاء فقط ، وقال مجاهد : هي صلاة الليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.