نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ} (39)

ولما دل سبحانه على شمول العلم وإحاطة القدرة ، وكشف فيهما الأمر أتم كشف ، كان علم الحبيب القادر بما يفعل العدو أعظم نذارة للعدو وبشارة للولي ، سبب عن ذلك قوله : { فاصبر على ما } أي جميع الذي { يقولون } أي الكفرة وغيرهم . ولما-{[61256]} كانت أقوالهم لا تليق بالجناب الأقدس ، أمر سبحانه بما يفيد أن ذلك بإرادته وأنه موجب لتنزيهه ، وكماله ، لأنه قهر قائله على قوله ، ولو كان الأمر بإرادة ذلك القائل استقلالاً لكان ذلك في غاية البعد عنه ، لأنه موجب للهلاك ، فقال : { وسبح } أي أوقع التنزيه عن كل شائبة نقص متلبساً{[61257]} { بحمد ربك } أي بإثبات الإحاطة بجميع صفات الكمال للسيد المدبر المحسن إليك بجميع هذه البراهين التي خصك بها تفضيلاً لك على جميع الخلق في جميع ما { قبل طلوع الشمس } بصلاة الصبح ، وما يليق به من التسبيح غيرها { وقبل الغروب } بصلاة العصر والظهر كذلك فالعصر أصل لذلك الوقت والظهر تبع لها .


[61256]:زيد من مد.
[61257]:في مد: ملتبسا.في مد: في ذلك.