وقوله تعالى : { لا يفترون } ، روي عن كعب الأحبار أنه قال جعل الله التسبيح كالنفس وطرف العين للبشر منهم دائباً دون أن يلحقهم فيه سآمة ، وقال قتادة ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال «أتسمعون ما أسمع » قالوا : ما نسمع من شيء يا رسول الله ، قال «إني لأسمع أطيط السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع راحة إلا وفيه ملك ساجد أو قائم »{[2]} .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{يسبحون} يعني: يذكرون الله عز وجل.
{الليل والنهار لا يفترون}، لا يستريحون من ذكر الله عز وجل ليست لهم فترة ولا سآمة.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: يسبح هؤلاء الذين عنده من ملائكة ربهم الليل والنهار لا يفترون من تسبيحهم إياه...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{يسبحون الليل والنهار لا يفترون}: ينزهون الله، ويبرئونه عما وصفه الملحدة من الولد وجميع ما قالوا فيه مما لا يليق به.
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
المراد بذكر الليل والنهار هاهنا: هو الدوام على التسبيح.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :
وهو استئنافٌ وقع جواباً عما نشأ مما قبله، كأنه قيل: ماذا يصنعون في عباداتهم أو كيف يعبدون؟ فقيل: يسبحون الخ، أو حالٌ من فاعل يستحسرون.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
فحياتهم كلها عبادة وتسبيح بالليل والنهار دون انقطاع ولا فتور..
والبشر يملكون أن تكون حياتهم كلها عبادة دون أن ينقطعوا للتسبيح والتعبد كالملائكة. فالإسلام يعد كل حركة وكل نفس عبادة إذا توجه بها صاحبها إلى الله. ولو كانت متاعا ذاتيا بطيبات الحياة!
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة {يسبحون الليل والنهار} بيان لجملة {ولا يستحسرون} لأن من لا يتعب من عمل لا يتركه فهو يواظب عليه ولا يَعيَا منه.
والليل والنهار: ظرفان. والأصل في الظرف أن يستوعبَه الواقع فيه، أي يسبحون في جميع الليل والنهار.
وتسبيح الملائكة بأصوات مخلوقة فيهم لا يعطلها تبليغ الوحي ولا غيره من الأقوال.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.