الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ} (20)

ثم قال تعالى : { يسبحون الليل والنهار لا تفترون }[ 20 ] . أي : لا يكلون من تسبيحهم .

قال كعب : ( التسبيح لهم بمنزلة النفس لبني آدم ){[45837]} .

وعنه أنه قال : ( ألهموا التسبيح كما ألهمتم الطرف والنفس ){[45838]} .

وذكر علي بن معبد{[45839]} أن عمر بن الخطاب قال لكعب : خوفنا يا كعب . فقال : ( إن لله{[45840]} عز وجل ملائكة من يوم خلقهم قيام ، ما ثنوا أصلابهم ، وآخرين ركوعا ما رفعوا أصلابهم ، وآخرين سجودا ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة ، فيقولون جميعا : سبحانك{[45841]} ما عبدناك حق عبادتك كما ينبغي لك أن تعبد ثم قال : والله لو أن رجلا عمل عمل سبعين نبيا{[45842]} لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ ، والله لو دلي من غسلين دلو واحد{[45843]} من مطلع الشمس ، لغلت منه جماجم قوم في مغربها{[45844]} والله{[45845]} لتزفرن جهنم زفرة{[45846]} ولا يبقى ملك مقرب إلا خر جاثيا{[45847]} على ركبته ) .

وروى ابن المبارك في حديث عن بعض شيوخه : ( إن ملكا لما استوى الرب جل ذكره على عرشه سجد فلم يرفع رأسه ولا يرفعه إلى يوم القيامة . فيقول القيامة : لم أعبدك حق عبدتك ، إلا أني لم أشرك شيئا ، ولم أتخذ من دونك وليا ) .

وعن عبد الله بن عمرو أنه قال : ( إن الله جزأ الخلق عشرة أجزاء ، فجعل{[45848]} الملائكة تسعة أجزاء ، وسائر الخلق جزء . وجزأ الملائكة/ عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجزءا لرسالته . وجزأ سائر الخلق عشرة أجزاء فجعل الجن تسعة أجزاء ، وسائر بني آدم جزءا . وجزأ بني آدم عشرة أجزاء ، فجعل يأجوج ومأجوج تسعة أجزاء ، وسائر بني آدم جزءا{[45849]} .

وعنه أيضا أنه قال : ( الملائكة عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء منهم الكروبيون الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، وجزءا واحدا لرسالته ولما شاء من أمره ) .

وقال ابن عباس : ( كل تسبيح في القرآن ، يعني : به الصلاة ) .


[45837]:انظر: جامع البيان 17/13 وزاد المسير 5/345 وتفسير القرطبي 11/278 والدر المنثور 4/315.
[45838]:انظر: جامع البيان 17/12 وروح المعاني 17/22.
[45839]:هو علي بن معبد بن شداد العبدي، أبو الحسن، ويقال أبو محمد الرقي، نزيل مصر. انظر ترجمته: في تهذيب التهذيب 7/384 والجرح والتعديل 6/205.
[45840]:ز: الله.
[45841]:سبحانك سقطت من ز.
[45842]:ز: تسعين نبيا. (تصحيف).
[45843]:ز: دلوا واحدا.
[45844]:ز: غربها.
[45845]:والله سقطت من ز.
[45846]:زفرة سقطت من ز.
[45847]:جاثيا سقطت من ز.
[45848]:فجعل سقطت من ز.
[45849]:من قوله يأجوج ... إلى ...جزءا ساقط من ز. وانظر القول: في جامع البيان 17/13.