تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ} (20)

الآية 20 : [ وهو قوله تعالى ] {[12565]} : { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } ينزهون الله ، ويبرؤونه عما وصفه الملحدة من الولد وجميع ما قالوا ففيه مما لا يليق به .

وهذه الآية تنقض قول المعتزلة ومذهبهم حين قالوا : إن الأعمال لأنفسها متعبة منصبة ، ولو كانت الأفعال لأنفسها متعبة على ما ذكروا لكان البشر والملائكة شرعا . فلما أخبر عنهم أنهم لا يعيون ، ولا يفترون ، ولا تتعبهم العبادة دل أنها صارت متعبة لصنع غير فيها لا لأنفسها . وهذه المسألة في خلق أفعال العباد : هم ينكرون خلقها ، ونحن نقول : هي خلق الله عز وجل كسب للعباد . وقد ذكرنا هذا في غير موضع كلاما كافيا .

قال أبو عوسجة : { فيدمغه } [ الأنبياء : 18 ] أي يبطله . وقال غيره : يهلكه ، وهو من قولك : /338-أ/ ضربت الرجل ، فدمغته إذا وصلت الضربة إلى الدماغ . وإذا كان كذلك مات . فكذلك يدمغ الحق الباطل ، أي يهلكه . وقوله تعالى : { فإذا هو زاهق } أي ذاهب وميت . زهق إذا مات ، وهلك ، والزاهق في غير هذا السمين . وقوله تعالى : { ولا يستحسرون } [ الأنبياء : 19 ] أي لا يعيون ، ومنه { حسير } [ الملك : 4 ] ومحسور أيضا [ قوله ] {[12566]} : { لا يفترون } الفتور{[12567]} الإعياء أيضا .


[12565]:في الأصل و م: حيث.
[12566]:ساقطة من الأصل و م.
[12567]:في الأصل و م: والفتور.