التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ} (20)

2 لا يفترون : لا ينقطعون .

{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ( 16 ) لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ( 17 ) بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ( 18 ) وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون1 ( 19 ) يسبحون الليل والنهار لا يفترون2 ( 20 ) } [ 16-20 ] .

في الآيات :

1- تقرير بأن الله تعالى لم يخلق السماء والأرض وما بينهما عبثا بدون غاية وحكمة ، ولو أراد العبث واللهو لكان له من القدرة والوسائل ما يحقق له مراده ، وإنما خلق الكون وما فيه لحكمة وغاية سامية ، ومن ذلك تأييد الحق على الباطل وإحباطه .

2- وإنذار للكفار : فالويل لهم مما يصفون الله به من صفات ويلصقونه به من أولاد وشركاء مما يتنافى مع ربوبيته الشاملة وصفاته الكاملة ، وهو الذي يخضع من في السماوات والأرض من خلقه لحكمه ومشيئته وتصرفه والذين عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يتعبون ولا يملون ، وهم يسبحونه بالليل والنهار دون فتور وانقطاع .

والآيات بمثابة تعقيب على الآيات السابقة ، والاتصال بينها وبين سابقاتها قائم ، والمتبادر أن المقصود من جملة { ومن عنده } هم الملائكة . وقد استهدف فيما ذكر من عبادتهم وتسبيحهم الدائم لله تنبيه الكفار وتبكيتهم على ما هو الراجح . فإذا كانوا هم يستكبرون عن عبادة الله وينأون عن دعوته فالملائكة الذين يشركونهم معه في العبادة والدعاء لا يستكبرون عن ذلك ، وهم دائبون عليه في الليل والنهار . وقد تكرر هذا في آيات عديدة مر بعضها ، وفي الآيات التي تأتي بعد قليل قرينة مؤيدة لذلك .و19