المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ} (28)

28 - في شجر من النبق مقطوع شوكه ، وشجر من الموز متراكب ثمره بعضه فوق بعض ، وظل منبسط لا يذهب ، وماء منصب في آنيتهم حيث شاءوه ، وفاكهة كثيرة الأنواع والأصناف لا مقطوعة في وقت من الأوقاف ، ولا ممنوعة عمن يُريدها ، وفرش عالية ناعمة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ} (28)

قوله تعالى : { في سدر مخضود } لا شوك فيه ، كأنه خضد شوكه ، أي قطع ونزع منه ، هذا قول ابن عباس وعكرمة . وقال الحسن : لا يعقر الأيدي ، قال ابن كيسان : هو الذي لا أذى فيه ، قال : وليس شيء من ثمر الجنة في غلف كما يكون في الدنيا من الباقلاء وغيره بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه . قال الضحاك ومجاهد : هو الموقر حملاً . قال سعيد بن جبير : ثمارها أعظم من القلال . قال أبو العالية والضحاك : ونظر المسلمون إلى وج -وهو واد مخصب بالطائف- فأعجبهم سدرها ، وقالوا : يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله هذه الآية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ} (28)

{ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } أي : مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان [ الرديئة ] المضرة ، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب ، وللسدر من الخواص ، الظل الظليل ، وراحة الجسم فيه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ} (28)

قال ابن عباس ، وعِكْرِمَة ، ومجاهد ، وأبو الأحوص ، وقسَامة بن زُهَير ، والسَّفر بن نُسَير ، والحسن ، وقتادة ، وعبد الله بن كثير ، والسُّدِّيّ ، وأبو حَرْزَة ، وغيرهم : هو الذي لا شوك فيه . وعن ابن عباس : هو المُوَقَر بالثمر . وهو رواية عن عِكْرِمَة ، ومجاهد ، وكذا قال قتادة أيضا : كنا نُحَدِّث أنه المُوقَر الذي لا شوك فيه .

والظاهر أن المراد هذا وهذا فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي الآخرة على عكس من هذا لا شوك فيه ، وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله ، كما قال الحافظ أبو بكر بن سلمان النجّاد .

حدثنا محمد{[28053]} بن محمد هو البغوي ، حدثني حمزة بن عباس{[28054]} ، حدثنا عبد الله بن عثمان ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر ، قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم ؛ قال : أقبل أعرابي يومًا فقال : يا رسول الله ، ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما هي ؟ " . قال : السِّدر ، فإن له شوكًا موذيًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس الله يقول : { فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } ، خَضَد الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها لتنبت ثمرًا تَفَتَّق الثمرةُ منها عن اثنين{[28055]} وسبعين لونًا من طعام ، ما فيها لون يشبه الآخر " {[28056]} .

طريق أخرى : قال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا محمد بن المبارك ، حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثني ثور بن يزيد ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن عُتْبة بن عبد السلمي

قال : كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكًا منها ؟ يعني : الطلح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خُصْوَة التيس الملبود ، فيها سبعون لونًا من الطعام ، لا يشبه لون آخر " {[28057]} .


[28053]:- (3) في أ: "وحدثنا عبد الله".
[28054]:- (4) في م، أ: "بن العباس".
[28055]:- (5) في أ: "عن مائتي".
[28056]:- (6) ورواه الحاكم في المستدرك (2/476) من طريق الربيع، عن بشر بن بكر عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول الله فذكر مثله، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
[28057]:- (1) البعث لابن أبي داود برقم (69) ورواه الطبراني في مسند الشاميين برقم (492) وعنه أبو نعيم في الحلية (6/103) عن أبي زرعة عن أبي مسهر عن يحيى بن حمزة به، وقال الهيثمي في المجمع (10/414): "رجاله رجال الصحيح".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ} (28)

في سدر مخضود لا شوك فيه من خضد الشوك إذا قطعه أو مثني أغصانه من كثرة حمله من خضد الغصن إذا ثناه وهو رطب .