المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

96- فدم على التسبيح بذكر اسم ربك العظيم ، تنزيهاً له وشكراً على آلائه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

قوله تعالى : { فسبح باسم ربك العظيم } قيل : فصل بذكر ربك وأمره وقيل : الباء زائدة ، أي : فسبح اسم ربك العظيم .

أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أنبأنا بن فنجويه ، أنبأنا ابن أبي شيبة ، حدثنا حمزة محمد الكاتب ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن أيوب الغافقي ، عن عمه وهو إياس بن عامر ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : " لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { فسبح باسم ربك العظيم } قال : اجعلوها في ركوعكم ، ولما نزلت { سبح اسم ربك الأعلى } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في سجودكم " .

أخبرنا أبو عثمان الضبي ، أنبأنا أبو محمد الجراحي ، حدثنا أبو العباس المحبوبي ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن المستورد ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، " أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه : سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ، وما أتى على آية رحمة إلا وقف ، وسأل ، وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوذ " .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا محمد بن فضيل ، أنبأنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .

أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن الجلفري ، حدثني أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي بدمشق ، حدثنا علي بن الحسين البزاز وأحمد بن سليمان بن حكم ، وابن راشد قالوا : أخبرنا بكار بن قتيبة ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، قال أنبانا احمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن سمعان ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني السري بن يحيى أن شجاعاً حدثه عن أبي طيبة عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً " وكان أبو طيبة لا يدعها أبداً .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

ولهذا قال تعالى : { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } فسبحان ربنا العظيم ، وتعالى وتنزه عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا .

والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .

[ تم تفسير سورة الواقعة ] .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } قال أحمد :

حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا موسى بن أيوب الغافقي ، حدثني عمِّي إياس بن عامر ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } قال : " اجعلوها في ركوعكم " ولما نزلت : { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } [ الأعلى : 1 ] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم " .

وكذا رواه أبو داود ، وابن ماجة من حديث عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن أيوب ، به{[28196]} .

وقال روح بن عبادة : حدثنا حَجَّاجُ الصَّوافُ ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : سبحان الله العظيم وبحمده ، غُرِسَتْ له نخلة في الجنة " .

هكذا رواه الترمذي من حديث روح{[28197]} ، ورواه هو والنسائي أيضًا من حديث حماد بن سلمة ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم{[28198]} ، وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير .

وقال البخاري في آخر كتابه : حدثنا أحمد بن إشكاب ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عُمارة بن القعقاع ، عن أبي زُرْعَة ، عن أبي هُريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .

ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده ، مثله {[28199]} .


[28196]:- (4) المسند (4/155) وسنن أبي داود برقم (2869) وسنن ابن ماجه برقم (887).
[28197]:- (5) سنن الترمذي برقم (3464).
[28198]:- (6) سنن الترمذي برقم (3465) وسنن النسائي الكبرى برقم (10663) لكن النسائي رواه من طريق حماد بن سلمة عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير خلافا للترمذي، فإنه لم يذكر في هذه الرواية حجاج الصواف فليتنبه.
[28199]:- (1) صحيح البخاري برقم (7563) وصحيح مسلم برقم (2694) وسنن الترمذي برقم (3467) وسنن النسائي الكبرى برقم (10666) وسنن ابن ماجه برقم (3806).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

وقوله : فَسَبّحْ باسْم رَبّكَ العَظِيمِ يقول تعالى ذكره : فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

وقوله تعالى : { فسبح باسم ربك العظيم } عبارة تقتضي الأمر بالإعراض عن أقوال الكفار وسائر أمور الدنيا المختصة بها وبالإقبال على أمور الآخرة وعبادة الله تعالى والدعاء إليه . وروى عقبة بن عامر{[10946]} أنه لما نزل { فسبح باسم ربك العظيم } قال النبي صلى الله عليه وسلم : «اجعلوها في ركوعكم ، » فلما نزلت { سبح اسم ربك الأعلى } [ الأعلى : 1 ] قال : ( اجعلوها في سجودكم ){[10947]} . ويحتمل أن يكون المعنى : سبح لله بذكر أسمائه العلى ، والاسم هنا بمعنى الجنس ، أي بأسماء ربك . و : { العظيم } صفة للرب وقد يحتمل أن يكون الاسم هنا واحداً مقصوداً ، ويكون { العظيم } صفة له ، فكأنه أمره أن يسبحه باسمه الأعظم وإن كان لم ينص عليه ، ويؤيد هذا ويشير إليه اتصال سورة الحديد أولها ففيه التسبيح وجملة من أسماء الله تعالى ، وقد قال ابن عباس : اسم الله الأعظم موجود في ست آيات من أول سورة الحديد ، فتأمل هذا فإنه من دقيق النظر ، ولله تعالى في كتابه العزيز غوامض لا تكاد الأذهان تدركها .

كمل تفسير سورة الواقعة والحمد لله رب العالمين .


[10946]:هو عقبة بن عامر الجهني، صحابي مشهور، اختلف في كنيته على سبعة أقوال، أشهرها أبو حماد، ولي أمر مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيها فاضلا، مات في قرب الستين.(تقريب التهذيب).
[10947]:أخرجه سعيد بن منصور، وأحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

تفريع على تحقيق أن ما ذكر هو اليقين حقاً فإن ما ذكر يشتمل على عظيم صفات الله وبديع صنعه وحكمته وعدله ، ويبشر النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بمراتب من الشرف والسلامة على مقادير درجاتهم وبنعمة النجاة مما يصير إليه المشركون من سوء العاقبة ، فلا جرم كان حقيقاً بأن يؤمر بتسبيح الله تسبيحاً استحقه لعظمته ، والتسبيح ثناء ، فهو يتضمن حمداً لنعمته وما هدى إليه من طرق الخير ، وقد مضى تفصيل القول في نظيره من هذه السورة .