{ فسبح باسم ربك العظيم ( 96 ) }
نزه الله تعالى عن السوء ، سبح اسم ربك ، والاسم المسمى ، أو : فاذكر اسم ربك العظيم وسبحه .
أخرج الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، وابن حيان ، والحاكم وصححه ، وغيرهم عن عقبة بن عامر الجهني قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : { فسبح باسم ربك العظيم( 96 ) } قال : " اجعلوها في ركوعكم " ولما نزلت : { سبح اسم ربك الأعلى }قال : " اجعلوها في سجودكم " .
ولقد ذكرنا عند تفسير الآية الرابعة والسبعين من هذه السورة أن تنزيه الله الكبير المتعال من لب الرسالة ، ومن غايات الإنذار والبشارة ، وأشرنا إلى شيء من ثمرات التسبيح وجزاء المسبحين في العاجل . أما جزاء المسبحين في الآخرة فإن الله يملأ به موازين حسناتهم فترجح ، يقول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ){[6277]} . ومن حديث له صلوات ربنا عليه وسلامه : ( . . وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض . . . ){[6278]} .
وفي صحيح البخاري بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى سماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : ما يقول عبادي ؟ فيقولون : يا رب يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك إلى أن يقول النبي الكريم : يقول الله : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول ملك منهم : يا رب إن فيهم فلانا ليس منهم إنما جاء لحاجة ، فيقول الله : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) .
فلنسبح مولانا بالعشي والإبكار ، ولنسبحه من الليل وأدبار السجود ، ولنكثر- ما استطعنا- تسبيحه آناء الليل وأطراف النهار ، نكن على منهاج المرسلين والملائكة الأبرار .
وصلاة من الله على داود الذي كانت الجبال تسبح بتسبيحه { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق }{[6279]} .
وتردد الطير ما ينزه به المولى الكبير المتعال : { يا جبال أوبي معه والطير . . }{[6280]} .
وسلاما على الملأ الأعلى من جند السماء المسبحين دون انقطاع ولا فتور { . . فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون }{[6281]} .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.