قوله : { فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم } .
أي : نزّه الله - تعالى - عن السُّوء{[55174]} .
و«الباء » يجوز أن تكون للحال ، أي : فسبِّح ملتبساً باسم ربِّك على سبيل التبرك كقوله : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } [ البقرة : 30 ] ، وأن تكون للتعدية على أن «سبح » يتعدى بنفسه تارةً ، كقوله : { سَبِّحِ اسم رَبِّكَ } [ من سورة الأعلى : 1 ] وبحرف الجر تارة كهذه الآية{[55175]} .
وقال القرطبي{[55176]} : «والباء زائدة ، أي : سبح اسم ربك » .
و«العظيم » يجوز أن يكون صفة للاسم ، وأن يكون صفة ل «ربك » ؛ لأن كلاًّ منهما مجرور ، وقد وصف كل منهما في قوله : { تَبَارَكَ اسم رَبِّكَ ذِي الجلال والإكرام } [ الرحمان : 78 ] و«ذي الجَلالِ » .
ولتقارب المتضايفين ظهر الفرق في الوصف{[55177]} .
فصل في تحرير معنى الآية{[55178]}
قيل : معنى «فسبح » أي فصل بذكر ربك وبأمره .
وقيل : فاذكر اسم ربك العظيم وسبحه .
«وعن عقبة بن عامر قال : لمَّا نزلت : { فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم } قال النبي عليه الصلاة والسلام : «اجْعَلُوها في رُكُوعِكُمْ » . ولما نزلت : { سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى } قال النبي صلى الله عليه وسلم : «اجْعَلُوها في سُجُودِكُمْ » .
أخرجه أبو داود{[55179]} .
وروى أبو طيبة عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ يقول ] : «مَنْ قَرَأ سُورَة الواقِعَة في كل ليلة لم تُصِبْهُ فاقةٌ أبَداً » وكان أبو هريرةٍ لا يدعُها أبداً{[1]} .
وعن مسروق قال : «منْ أرَاد أن يتعلم نبأ الأولين والآخرين ، ونبأ أهل الجنة ، ونبأ الدنيا ، ونبأ الآخرة ، فليقرأ سورة الواقعة »{[2]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.