وقوله : فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورا يقول : فسوف ينادي بالهلاك ، وهو أن يقول : واثبوراه ، واويلاه ، وهو من قولهم : دعا فلان لهفه : إذا قال : والهفاه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . وقد ذكرنا معنى الثبور فيما مضى بشواهده ، وما فيه من الرواية .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : يَدْعُو ثُبُورا قال : يدعو بالهلاك .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
فسوف ينادي بالهلاك، وهو أن يقول: واثبوراه، واويلاه...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
الثبور والويل حرفان، يتكلم بهما عند الوقوع في المهالك، فيكون في ذكر الثبور ذكر وقوعه في المهلكة التي تحق له، ودعاء الثبور والويل على نفسه، دعا به، أو لم يدع، على سبيل الكناية عن الوقوع في المهالك، وهو كقوله تعالى: {فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا} [التوبة: 82] فالضحك كناية عن السرور، والبكاء كناية عن الحزن؛ فمعناه أنه يستقبله ما يحزن به طويلا، كان هناك بكاء، أو لم يكن...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
معناه: يصيح منتحباً، واثبوراه، واخزياه، ونحو هذا مما معناه: هذا وقتك، وزمانك أي احضرني، والثبور، اسم جامع للمكاره كالويل...
فاعلم أن الثبور هو الهلاك، والمعنى أنه لما أوتي كتابه من غير يمينه علم أنه من أهل النار فيقول: واثبوراه...
[قال] القفال: الثبور مشتق من المثابرة على شيء، وهي المواظبة عليه فسمي هلاك الآخرة ثبور لأنه لازم لا يزول، كما قال: {إن عذابها كان غراما} وأصل الغرام اللزوم والولوع...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
فيدعو ثبورا، وينادي الهلاك لينقذه مما هو مقدم عليه من الشقاء. وحين يدعو الإنسان بالهلاك لينجو به، يكون في الموقف الذي ليس بعده ما يتقيه. حتى ليصبح الهلاك أقصى أمانيه. وهذا هو المعنى الذي أراده المتنبي وهو يقول: كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا فإنما هي التعاسة التي ليس بعدها تعاسة. والشقاء الذي ليس بعده شقاء!...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.