المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

11- وأي شيء من العذاب يدفعه عنه ماله الذي بخل به إذا هلك ؟

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

{ وما يغني عنه ماله }الذي بخل به ، { إذا تردى }قال مجاهد : إذا مات . وقال قتادة وأبو صالح : هوى في جهنم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ } الذي أطغاه واستغنى به ، وبخل به إذا هلك ومات ، فإنه لا يصحبه إلا عمله الصالح{[1444]} .

وأما ماله [ الذي لم يخرج منه الواجب ] فإنه يكون وبالًا عليه ، إذ لم يقدم منه لآخرته شيئًا .


[1444]:- في ب: فإنه لا يصحب الإنسان إلا عمله الصالح.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

فإذا تردى وسقط في نهاية العثرات والانحرافات لم يغن عنه ماله الذي بخل به ، والذي استغنى به كذلك عن الله وهداه . . ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) . . والتيسير للشر والمعصية من التيسير للعسرى ، وإن أفلح صاحبها في هذه الأرض ونجا . . وهل أعسر من جهنم ? وإنها لهي العسرى ! .

هكذا ينتهي المقطع الأول في السورة . وقد تبين طريقان ونهجان للجموع البشرية في كل زمان ومكان . وقد تبين أنهما حزبان ورايتان مهما تنوعت وتعددت الأشكال والألوان . وأن كل إنسان يفعل بنفسه ما يختار لها ! فييسر الله له طريقه : إما إلى اليسرى وإما إلى العسرى .

فأما المقطع الثاني فيتحدث عن مصير كل فريق . ويكشف عن نهاية المطاف لمن يسره لليسرى ، ومن يسره للعسرى . وقبل كل شيء يقرر أن ما يلاقيه كل فريق من عاقبة ومن جزاء هو عدل وحق ، كما أنه واقع وحتم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

وقوله : { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } قال مجاهد : أي إذا مات . وقال أبو صالح ، ومالك عن زيد بن أسلم : إذا تردى في النار .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدّىَ * إِنّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىَ * وَإِنّ لَنَا لَلاَخِرَةَ وَالاُولَىَ * فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظّىَ * لاَ يَصْلاَهَآ إِلاّ الأشْقَى * الّذِي كَذّبَ وَتَوَلّىَ * وَسَيُجَنّبُهَا الأتْقَى * الّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّىَ } .

يعني جلّ ثناؤه بقوله : وَما يُغْني عَنْهُ مالُهُ : أيّ شيء يدفع عن هذا الذي بخل بماله ، واستغنى عن ربه ، مالُه يوم القيامة إذَا هو تَرَدّى ؟ .

ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : إذَا تَرَدّى فقال بعضهم : تأويله : إذا تردّى في جهنم : أي سقط فيها فَهَوى . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا الأشجعيّ ، عن ابن أبي خالد ، عن أبي صالح وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إذَا تَرَدّى قال : في جهنم . قال أبو كُرَيب : قد سمع الأشجعيّ من إسماعيل ذلك .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : إذَا تَرَدّى قال : إذا تردّى في النار .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : إذا مات . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إذَا تَرَدّى قال : إذا مات .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : إذا تَرَدّى قال : إذا مات .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا الأشجعيّ ، عن سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : إذا مات .

وأَولَى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : معناه : إذا تردّى في جهنم ، لأن ذلك هو المعروف من التردّي فأما إذا أُريد معنى الموت ، فإنه يقال : رَدِيَ فلان ، وقلما يقال : تردّى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

وجملة : { وما يغني عنه ماله إذا تردى } عطف على جملة { فسنيسره للعسرى } أي سنعجل به إلى جهنم . فالتقدير : إذا تردّى فيها .

والتردّي : السقوط من علوّ إلى سفل ، يعني : لا يغني عنه ماله الذي بخل به شيئاً من عذاب النار .

و { مَا } يجوز أن تكون نافية . والتقدير : وسَوْف لا يغني عنه ماله إذا سقط في جهنم ، وتحتمل أن تكون استفهامية وهو استفهام إنكار وتوبيخ . ويجوز على هذا الوجه أن تكون الواو للاستئناف . والمعنى : وما يغني عنه ماله الذي بخل به .

رَوى ابن أبي حاتم عن عكرمة عن ابن عباس : « أنه كانت لرجل من المنافقين نخلة مائلة في دار رجل مسلم ذي عيال فإذا سقط منها ثمرٌ أكله صبيةٌ لذلك المسلم فكان صاحب النخلة ينزع من أيديهم الثمرة ، فشكا المسلم ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلم النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة أن يتركها لهم وله بها نخلة في الجنة فلم يفعل ، وسمع ذلك أبو الدحداح الأنصاري{[450]} فاشترى تلك النخلة من صاحبها بحائط فيه أربعون نخلة وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله اشترِها مني بنخلة في الجنة فقال : نعم والذي نفسي بيده ، فأعطاها الرجلَ صاحب الصبية " قال عكرمة قال ابن عباس : فأنزل الله تعالى : { والليل إذا يغشى } [ الليل : 1 ] إلى قوله : { للعسرى } وهو حديث غريب ، ومن أجل قول ابن عباس : فأنزل الله تعالى : { والليل إذا يغشى } قال جماعة : السورة مدنية وقد بينا في المقدمة الخامسة أنه كثيراً ما يقع في كلام المتقدمين قولهم : فأنزل الله في كذا قوله كذا ، أنهم يريدون به أن القصّة ممّا تشمله الآية . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كمْ من عَذْق رَدَاحْ في الجنة لأبي الدحداح " ولمح إليها بشار بن برد في قوله :

إن النُحيلة إذْ يميل بها الهوى *** كالعَذق مال على أبي الدحداح


[450]:- أبو الدحداح: ثابت بن الدحداح البلوي، حليف الأنصار، صحابي جليل، قتل في واقعة أحد، وقيل مات بعدها من جرح كان به حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وهو الذي صاح يوم أحد لما أرجف المشركون بموت النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار إلي إلي أنا ثابت بن الدحداح إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ وما يغني عنه ماله } الذي بخل به في الدنيا { إذا تردى } يعني إذا مات ، وتردى في النار ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني جلّ ثناؤه بقوله : "وَما يُغْني عَنْهُ مالُهُ" : أيّ شيء يدفع عن هذا الذي بخل بماله ، واستغنى عن ربه ، مالُه يوم القيامة إذَا هو تَرَدّى ؟ .

ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : "إذَا تَرَدّى" ؛

فقال بعضهم : تأويله : إذا تردّى في جهنم : أي سقط فيها فَهَوى ...

وقال آخرون : بل معنى ذلك : إذا مات ... وأَولَى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : معناه : إذا تردّى في جهنم ، لأن ذلك هو المعروف من التردّي، فأما إذا أُريد معنى الموت ، فإنه يقال : رَدِيَ فلان ، وقلما يقال : تردّى .

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وفي ظاهر قوله تعالى : { وما يغني عنه ماله إذا تردى } دلالة على أن الآية في حقيقة الإعطاء من المال والمنع . ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وأما { تردى } ففيه وجهان؛

( الأول ) : أن يكون ذلك مأخوذا من قولك : تردى من الجبل : قال الله تعالى : { والمتردية والنطيحة } فيكون المعنى : تردى في الحفرة إذا قبر ، أو تردى في قعر جهنم ، وتقدير الآية : إنا إذا يسرناه للعسرى ، وهي النار تردى في جهنم ، فماذا يغني عنه ماله الذي بخل به وتركه لوارثه ، ولم يصحبه منه إلى آخرته ، التي هي موضع فقره وحاجته شيء ........................................................

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

أي وما يفيده ماله الذي تعب في تحصيله وأفنى عمره في حفظه وبطر الحق لأجله إذا هلك من قولهم: تردى من الجبل وفي الهوة، وفي التعبير به إشارة إلى أنه بما قدمه من أعماله الخبيثة ، هو المهلك والموقع لنفسه وهو الحافر على حتفه بظلفه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فإذا تردى وسقط في نهاية العثرات والانحرافات لم يغن عنه ماله الذي بخل به ، والذي استغنى به كذلك عن الله وهداه . . ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) . . والتيسير للشر والمعصية من التيسير للعسرى ، وإن أفلح صاحبها في هذه الأرض ونجا . . وهل أعسر من جهنم ? وإنها لهي العسرى ! .

هكذا ينتهي المقطع الأول في السورة . وقد تبين طريقان ونهجان للجموع البشرية في كل زمان ومكان . وقد تبين أنهما حزبان ورايتان مهما تنوعت وتعددت الأشكال والألوان . وأن كل إنسان يفعل بنفسه ما يختار لها ! فييسر الله له طريقه : إما إلى اليسرى وإما إلى العسرى .

فأما المقطع الثاني فيتحدث عن مصير كل فريق . ويكشف عن نهاية المطاف لمن يسره لليسرى ، ومن يسره للعسرى . وقبل كل شيء يقرر أن ما يلاقيه كل فريق من عاقبة ومن جزاء هو عدل وحق ، كما أنه واقع وحتم .

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) . لا يستطيع أن يصطحب ماله من هذه الدنيا ، ولا يستطيع هذا المال إذا اصطحبه أن يقيه من السقوط في نار جهنّم .... وبهذا . . . تحدثت الآيات الكريمات عن مجموعتين :

الأولى : مؤمنة ، تقية ، سخية.

والثّانية : خاوية الإيمان ، عديمة التقوى ، بخيلة ونموذج المجموعتين موجود في سبب نزول الآيات بوضوح . المجموعة الأولى ، طوت طريقها بيسر بتوفيق اللّه ، واتجهت نحو الجنّة ونعيمها ، بينما المجموعة الثّانية ، واجهت في مسيرتها الحياتية المشاكل المتفاقمة جمعت الأموال الطائلة ، وتركتها وولت تجرّ أذيال الحسرة والهّم والوبال ، ولم تنل سوى العقاب الإلهي . ...