تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

الآية 11 : وقوله تعالى : { وما يغني عنه ماله إذا تردى } قيل : إن أهلك ومات ، أو تردى في النار .

وفي ظاهر قوله تعالى : { وما يغني عنه ماله إذا تردى } دلالة على أن الآية في حقيقة الإعطاء من المال والمنع .

{ وقوله تعالى }{[23731]} { وصدق بالحسنى } قال بعضهم : بالجنة ، وقيل : شهادة أن لا إله إلا الله ، وقيل : بالخلف على ما أنفق .

وجائز أن تكون اليسرى اسما{[23732]} للجنة ، وكذلك الحسنى ، والعسرى والسوأى النار . ويحتمل أن تكون اسما لكل ما طاب ، وحسن من العمل ، والعسرى ما خبث ، وقبح من العمل .

ومنهم من قال : إن الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه إنه اشترى بلالا من أمية ابن خلف وأبيّ ابن خلف ببردة وعشر أوراق ( من الذهب ){[23733]} فأعتقه لله تعالى ، فأنزل الله تعالى : { والليل إذا يغشى } إلى قوله : { إن سعيكم لشتى } يعني أبي بكر وأمية وأبي . وذكر في آخر السورة : { فأما من أعطى واتقى } { وصدق بالحسنى } { فسنيسره لليسرى } أبو بكر رضي الله عنه { وأما من بخل واستغنى } { وكذب بالحسنى } { فسنيسره للعسرى } أمية ابن خلف { وأبي بن خلف }{[23734]} يروي{[23735]} عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه هذا .


[23731]:من م، ساقطة من الأصل
[23732]:في الأصل وم: اسم
[23733]:ساقطة من الأصل: وم
[23734]:من م، ساقطة من الأصل
[23735]:في الأصل وم: يرويه.