اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} (11)

قوله : { وَمَا يُغْنِي } ، يجوز أن تكون «ما » نافية ، أي : لا يغني عنه ماله شيئاً ، وأن تكون استفهاماً إنكارياً ، أي : أيُّ شيء يغني عنه ماله إذا هلك ، ووقع في جهنم وتردى ، ويروى إما من الهلاك يقال : ردي الرجل يردي ، إذا هلك ؛ قال : [ الطويل ]

5226- *** صَرَفْتُ الهَوَى عَنهُنَّ مِنْ خَشْيَةِ الرَّدَى{[60348]} ***

وقال أبو صالح وزيد بن أسلم : تردى ، أي سقط في جهنم ، ومنه «المتردية » ، ويقال : ردي من في البئر وتردى : إذا سقط في بئر أو نهر أو من جبل ، ويقال : ما أدري أين ردى أي أين ذهب .

ويحتمل أن يكون من تردى ، وهو كناية عن الموت ؛ كقوله : [ الكامل ]

5227- وخُطَّا بأطْرافِ الأسنَّةِ مَضْجعِي*** ورُدَّا عَلى عيْنيَّ فضْلَ رِدائِيَا{[60349]}

وقول الآخر : [ الطويل ]

5228- نَصِيبُكَ ممّا تَجْمَعُ الدَّهْرَ كُلَّهُ *** رِداءانِ تُلْوَى فِيهِمَا وحَنُوطُ{[60350]}


[60348]:ينظر القرطبي 19/58.
[60349]:البيت لمالك بن الريب التميمي ينظر الجمهرة (610)، والبحر 8/478، والدر المصون 6/535.
[60350]:ينظر البحر 8/478 والدر المصون 6/535.