{ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } أى مكتوب متسق الكتابة ، منتظم الحروف ، مرتب المعانى ، فالمراد بالكتاب : المكتوب . وبالمسطور : الذى سطرت حروفه وكلماته تسطيرا جميلا حسنا .
والأظهر أن المقصود به القرآن الكريم ، لأن الله - تعالى - قد أقسم به كثيراً ، ومن ذلك قوله - سبحانه - { حما والكتاب المبين } { يسا والقرآن الحكيم } وقيل المقصود به : جنس الكتب السماوية المنزلة . وقيل : صحائف الأعمال .
قال الألوسى : قوله : { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } أى : مكتوب على وجه الانتظام ، فإن السطر ترتيب الحروف المكتوبة . والمراد به على ما قال الفراء : الكتاب الذى تكتب فيه الأعمال ، ويعطاه العبد يوم القيامةة بيمينه أو بشماله ، وقال الكلبى : هو التوراة . وقيل : القرآن الكريم وقيل : اللوح المحفوظ .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
"وكتاب مسطور" يعني أعمال بني آدم مكتوبة يقول: أعمالهم تخرج إليهم يومئذ، يعني يوم القيامة...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"وكِتابٍ مَسْطُورٍ" يقول: وكتاب مكتوب...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
قوله تعالى: {وكتاب مسطور} يحتمل القسم بجميع الكتب المُنزلة على الأنبياء عليهم السلام إذ بها يوصل إلى معرفة آيات الرسل عليهم السلام وإلى معرفة ما يؤتى وما يُتّقى وإلى أخبار السماء ومعرفة الأحكام والحدود وغير ذلك من أحكام من وجوه الحكمة؛ أقسم بها {إن عذاب ربك لواقع} [الآية: 7] بهم، والله أعلم.
ويحتمل أن القسم يرجع إلى عدد من الكتب التوراة والإنجيل والزّبور والمعروفة التي عرف أهل الإيمان بها حقّها ونزولها من السماء.
ويحتمل أنه راجع إلى خاص من الكتب، وهو القرآن بما عظُم قدره عندهم لما يعجز البشر عن إتيان مثله على ما ذكرنا في الطور، والله أعلم.
ويحتمل ما ذكره أهل التأويل أنها الكُتُب التي تُكتب فيها أعمال بني آدم، ولم يذكروا جهة القسم بها، ولست أعرف له وجها.
وقوله تعالى: {في رقٍّ منشور} أي غير مطويّ. وقال أبو عُبيدة: الرَّقُّ الورق، وقال أبو عوسجة: الرَّقُّ الكتاب.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
والسطر: ترتيب الحروف. والمسطور: المرتب الحروف على وجه مخصوص...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
والكتاب المسطور: معناه بإجماع: المكتوب أسطاراً. واختلف الناس في هذا المكتوب المقسم به، فقال بعض المفسرين: هو الكتاب المنتسخ من اللوح المحفوظ للملائكة لتعرف منه ما تفعله وتصرفه في العالم.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :
{وَكِتَابٍ مسْطُورٍ} أي: مكتوب، وفي أربعة أقوال: أحدها: أنه اللوح المحفوظ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كانت الأرض لوح السماء التي منها الوعيد، وكانت الجبال أشدها، فذكر أعظمها آية، وكان الكتاب لوح الكاتب، وكانت الكتب الإلهية أثبت الكتب، وكان طور سينا قد نزل كتاب إلهي قال: {وكتاب} وحقق أمره بقوله: {مسطور} أي متفق الكتابة بسطور مصفوفة من حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة ككتاب موسى عليه السلام الذي أنزله عليه وكلمه بكثير منه في الطور وتنكيره للتعظيم لأنه إن كان المراد به الكتب الإلهية فهو أثبت الأشياء، وإن كان المراد القرآن بخصوصه فهو أثبتها لا مبدل لكلماته.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وتنكير {كتاب} للتعظيم. وإجراء الوصفين عليه لتمييزه بأنه كتاب مشرف مراد بقاؤه مأمور بقراءته إذ المسطور هو المكتوب...