روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ} (2)

{ وكتاب مُّسْطُورٍ } مكتوب على وجه الانتظام فإن السطر ترتيب الحروف المكتوبة ، والمراد به على ما قال الفراء الكتاب الذي يكتب فيه الأعمال ويعطاه العبد يوم القيامة بيمينه أو بشماله وهو المذكور في قوله تعالى : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا يلقاه مَنْشُوراً } [ الإسراء : 13 ] ، وقال الكلبي : هو التوراة ، وقيل : هي . والإنجيل . والزبور وقيل : القرآن ، وقيل : اللوح المحفوظ ، وفي «البحر » لا ينبغي أن يحمل شيء من هذه الأقوال على التعيين وإنما تورد ، على الاحتمال ، والتنكير قيل : للإفراد نوعاً ، وذلك على القول بتعدده ، أو للإفراد شخصاً ، وذلك على القول المقابل ، وفائدته الدلالة على اختصاصه من جنس الكتب بأمر يتميز به عن سائرها ، والأولى على وجهي التنكير إذا حمل على أحد الكتابين أعني القرآن والتوراة أن يكون من باب { لِيَجْزِىَ قَوْماً } [ الجاثية : 14 ] ففي التنكير كمال التعريف ، والتنبيه على أن ذلك الكتاب لا يخفى نكر أو عرف ، ومن هذا القبيل التنكير في قوله تعالى : { فِى رَقّ مَّنْشُورٍ }

/خ1