الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ} (2)

وقوله : { وكتاب مسطور } رواه أحمد{[65410]} بن صالح{[65411]} عن نافع بالصاد ، وأكثر الرواة{[65412]} عنه بالسين كالجماعة على خط المصحف ، والسين هو الأصل ، وإنما جاز فيها الصاد لأجل الطاء التي بعدها ليكون النطق ( بمطبق مستقر قبل مطبق مجهور ){[65413]} والسين مهموسة وليست بمطبقة ، فاللفظ بها قيل : حرف مجهور{[65414]} فيه تكلف واختلاف في عمل اللسان ، وإذا قرأت بالصاد لم يكن فيه تكلف ، إذ علم اللسان في الحرفين عمل واحد{[65415]} في تصعد ، وإذا قرأت بالسين كان عمل اللسان في تسفل ثم يتصعد بعد ذلك ، ففيه بعض المشقة ولهذا نظائر كثيرة قد مضت .

ومعنى المسطور : المكتوب{[65416]} .


[65410]:ع: "حمد بن صالح".
[65411]:هو أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر: مقرئ، عالم بالحديث وعلله حافظ ثقة، لم يكن في أيامه بمصر مثله، زار بغداد واجتمع بالإمام أحمد بن حنبل، وأخذ كلاهما عن الآخر، وحدث بدمشق وأنطاكية، قرأ على ورش وقالون، وله عن كل منهما رواية (ت 248). انظر: غاية النهاية 1/62، وتاريخ بغداد 4/195.
[65412]:ع: "الروات".
[65413]:ح: "بمطيق قبل مطبق مجهوران"، وانظر: إعراب النحاس 4/253.
[65414]:ع: "مطبق مجهورا".
[65415]:ح: "عملا واحدا".
[65416]:انظر: العمدة 283، وغريب القرآن وتفسيره 169، ومعالم التنزيل بهامش تفسير الخازن 6/249، وتفسير الغريب 424.