فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ} (2)

{ وكتاب مسطور } أي : مكتوب متفق الكتابة بسطور مصفوفة في حروف مرتبة ، جامعة لكلمات متفقة ، والسطر الصف من الشيء يقال : بني سطرا والسطر أيضا الخط والكتابة ، وهو في الأصل مصدر بابه نصر ، وسطر أيضا بفتحتين والجمع أسطار ، وكسبب وأسباب ، وجمع الجمع أساطير ، وجمع السطر أسطر وسطور كأفلس وفلوس ، والمراد بالكتاب القرآن ، ونكر لأنه كتاب مخصوص من بين سائر الكتب ، أو للإشعار بأنه ليس مما يتعارفه الناس ، وقيل : هو اللوح المحفوظ ؛ وقيل جميع الكتب المنزلة وقيل ما تكتبه الحفظة قاله الفراء وغيره ومثله : { ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } وقوله { وإذا الصحف نشرت } وقال الكلبي : هو ما كتب الله لموسى بيده من التوراة وموسى يسمع صرير القلم ، وقيل : إنه الكتاب الذي كتبه الله تعالى لملائكته في السماء يقرأون فيه ما كان وما يكون ، وقيل : المراد ما كتبه الله في قلوب الأولياء من المؤمنين بيانه { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } وفيه بعد