وبهذا تنتهي تلك الجولة المديدة في الأنفس والآفاق ، لتبدأ بعدها جولة في مصارع الغابرين ، بعدما جاءتهم النذر فكذبوا بها كما يكذب المشركون . وهي جولة مع قدرة الله ومشيئته وآثارها في الأمم قبلهم واحدة واحدة .
( وأنه أهلك عادا الأولى . وثمود فما أبقى . وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى . والمؤتفكة أهوى . فغشاها ما غشى . فبأي آلاء ربك تتمارى ? )
إنها جولة سريعة . تتألف من وقفة قصيرة على مصرع كل أمة ، ولمسة عنيفة تخز الشعور وخزا .
وعاد وثمود وقوم نوح يعرفهم قارئ القرآن في مواضع شتى ! والمؤتفكة هي أمة لوط . من الإفك والبهتان والضلال . . وقد أهواها في الهاوية وخسف بها
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{و} أهلك {وثمود} بالعذاب {فما أبقى} منهم أحدا...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"وثَمُودَ فَمَا أبْقَى "يقول تعالى ذكره: ولم يبق الله ثمود فيتركها على طغيانها وتمرّدها على ربها مقيمة، ولكنه عاقبها بكفرها وعتوّها فأهلكها...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي أهلك ثمودا أيضا. وقوله: {فما أبقى} قال بعضهم: أي استأصلهم؛ لم يُبق منهم أحدا، أي ما أبقى لهم نسلا، يُذكرون بعد ذلك بعد هلاكهم. {فما أبقى} إلا الأنبياء والرسل عليهم السلام من النسل، أو {فما أبقى} لهم من آثار الخبر شيئا كما أبقى للرسل عليهم السلام وأتباعهم إلى آخر الأبد، والله أعلم...
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
{وَثَمُودَ} يعني قوم صالح {فَمَآ أَبْقَى}.
يعني وأهلك ثمود وقوله: {فما أبقى} عائد إلى عاد وثمود أي فما أبقى عليهم، ومن المفسرين من قال: فما أبقاهم أي فما أبقى منهم أحدا، ويؤيد هذا قوله تعالى: {فهل ترى لهم من باقية}...
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :
{وثمود فما أبقى} أي: وأهلك ثموداً وما أبقاهم، وثمود هم أصحاب الحجر، أرسل الله إليهم صالحاً فكذبوه، وكان الله تعالى قد أعطاهم قوة، وأعطاهم معرفة وعلماً بهندسة البناء، لكن مع ذلك ما دفعوا ما أراد الله بهم، صيح بهم ورجفت بهم الأرض {فأصبحوا في دارهم جاثمين} والعياذ بالله...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.